(125) نهر النيل في… الإسلام
حجج إثيوبيا واهية عن أن المعاهدات، التي وقعت بخصوص نهر النيل مع مصر والسودان، كانت تحت الاحتلال وكلام غير حقيقي بل تلفيق وخداع، يقوم به الإثيوبيين من أجل طمس الحقيقة، فإثيوبيا تملك أطول سجل تاريخي للاستقلال في إفريقيا، إذ لم تخضع للاستعمار إلا في الفترة من سنة 1936 وحتى 1941، وعندما اجتاحت القوات الإيطالية شرق إفريقيا إلى أن خرجت من المنطقة بعد توقيع الاتفاق الأنجلو- إثيوبي في ديسمبر/ كانون الأول 1944.
رسمت في ألمانيا بواسطة الجغرافي والمؤرخ العسكري الألماني هيجلن (Heuglin)، خريطة رسمية هامه جدًا، بمقياس رسم 1:2500000 عام 1868، عقب شراء مصر رسميًّا لأرض بني شنقول، من زعيم القبائل هناك محمد أبي شوك، وضمها للأملاك الخديوية المصرية، وأضحى مسماها الجديد إذ ذاك نهود الخديوي، لوجود مرتفعات بالمنطقة حيث جرى العمل على تسمية المرتفعات هناك باسم النهود، لذلك أصبحت تلك المنطقة عقب عقد الشراء، تسمى نهود الخديوي.
وعقب سنوات من عملية الشراء قامت مصر بضم قطعة الأرض إداريًّا لحكم الوطاويط وهي قبائل سودانية، لذلك إذا تكلمنا عن ملكية الأرض في بني شنقول، فإن ملكيتها تاريخيًّا تعود إلى مصر وحدها، وإذا تحدثنا عن حق السيادة على الأرض فإنها تنعقد للسودان.
يبلغ مساحة إقليم بني شنقول، ضعف مساحة فلسطين 000 50 كم 2 وعدد سكانها أربعة ملايين نسمه، معظمهم مسلمون ويتحدثون اللغة العربية واللهجة السودانية، الجدير بالذكر أن قبائل بني شنقول، تعتبر أن وصفها بأنها قبائل إثيوبية حبشية إساءة لها ولتاريخها.
خاصة أن إقليم بني شنقول اجتماعيًا وجغرافيًا وسياسيًا، كان جزءً من الأراضي السودانية حتى عهد المهدية، حيث إن الإقليم تبع إثيوبيا منذ 1902، في حكم من إلى الثاني الذي حكم إثيوبيا من العام 1844- 1913، وهذه التبعية سياسة، أمَّا اجتماعيًا فما يزال ارتباط القبائل بالسودان روحيًا ووجدانيًا، انتماءً وولاءً، وذلك على الرغم من انقضاء أكثر من قرن منذ احتلاله من قبل الإثيوبيين.
الدكتور عبدالخالق حسن يونس، أستاذ الجلدية والتناسلية والذكورة بكلية الطب بجامعة الأزهر