(127) نهر النيل في… الإسلام
منابع النيل في بني شنقول تتبع جغرافيًّا السودان، حيث الامتداد الجغرافي والنمو السكاني واللغة والدين لإقليم بني شنقول، ثم من الذي مكن منليك الثاني ملك الحبشة، من احتلال بني شنقول في عز النهار، أمام أعين الجميع وفيها منابع النيل الأزرق، بمؤازرة من إنجلترا التي كانت تحتل مصر والسودان في 1902؟
ثم من الذي فصل السودان عن مصر وساعد في استيلاء إثيوبيا على منابع النيل؟، ثم من الذي ساعد فصل شمال السودان عن جنوب السودان؟، وهو الفصل الأخير في إحكام إثيوبيا من سيطرة قبضتها على نهر النيل، ومن الذي مكن إثيوبيا من احتلال إقليم بني شنقول في 1902، من أجل حصار مصر والسودان، في منابع النيل ونقلها إلى إثيوبيا، الطرف المحتل فتمكن من حصار مصر والسودان في الجنوب وعند أعالي النيل.
ثم تمكن من حصار مصر والسودان من الشمال بعد احتلال فلسطين، مع العلم أن المساحة الجغرافية لبني شنقول البالغة خمسين ألف كم 2 ضعف مساحة فلسطين، لاشك أن الاستعمار الغربي بشكل عام والإنجليز بشكل خاص كان لهم الدور الفعال في حصار مصر والسودان من الشمال والجنوب.
فتم وضعهما بين فكي كماشة إثيوبيا وإسرائيل بالتعاون مع الوكلاء، لذلك لم يكن عجيبًا أو غريبًا أن يكون هناك تعاون وثيق بين الطرفين المحتلين لإجزاء استراتيجية من العالم العربي، بالتواطؤ مع بعض الأنظمة والحكومات، التي تبحث عن السلطة والمال، وتعمل لحساب الأعداء.
النيل في بني شنقول
فلا يمكن فصل احتلال بني شنقول عن احتلال فلسطين، في البعد الاستراتيجي والجيوسياسي، فكلاهما يتعلقان بحياة مصر والسودان في السيطرة المطلقة على المياه من ناحية إثيوبيا، وفصل مصر عن السودان، ثم شطر السودان نصفين، ثم منع التواصل بين المشرق والمغرب العربي، وشطره إلى نصفين بعد إقامة إسرائيل على أرض فلسطين.
هذا التخطيط الشيطاني لا يخرج إلا من تحت عباءة الاستعمار الغربي، بطوائفه المختلفة وعقائده المتباينة، بالتواطؤ مع بعض الأنظمة ووكلائها في المنطقة التي تبحث عن موطئ قدم لها في السلطة، حتى ولو على حساب حاضر ومستقبل الأمة العربية بالرغم من ادعائهم غير ذلك.
الدكتور عبدالخالق حسن يونس، أستاذ الجلدية والتناسلية والذكورة بكلية الطب بجامعة الأزهر