(135) نهر النيل في… الإسلام

ها هي الدائرة تدور من جديد على نهر النيل، كما دارات على أجزاء عزيزة من أرض مصر، في سيناء والبحر الأبيض المتوسط، من أجل معادلة البقاء والفناء على شاطئه، الذي لم يجد أحد يدافع عن وجوده وجريانه، إلَّا من خلال الحديث العابر والكلام المنمق، المدهون باللؤم والخبث والخداع والإفك المبين.

والآخر ماضٍ بعزيمة وإصرار لا يلين في منع جريان نهر النيل في أرض مصر، فليبلغ الحاضر الغائب، أن منع جريان نهر النيل في أرض مصر، يعني قيامة القيامة على الجميع، بما فيهم المتآمرين والطابور الخامس الماضي، في مخططه بعقيدة لا تلين في الصبر والمصابرة والرباط ولكنه استغلال الوقت الثمين.

لم يكن الاستيلاء على منابع النيل وليد اللحظة ولكن الأيادي الخفية، التي تعبث بمقدرات مصر، بتعتبارها صرة العالم العربي ومركز العالم الإسلامي، بعيدة عن أعين الاستعمار الغربي من بني إسرائيل، والذين يريدون إيقاع أشد الأضرار بمصر وشعبها، باعتبارهم مسلمين.

بعد الاتفاق بين إنجلترا ومنليك الثاني في عام 1902 على تسليم منابع النيل لإثيوبيا باعتبارهم نصارى، وهل هناك خير بعد ماء نهر النيل.

قال تعالى: (مَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَلَا الْمُشْرِكِينَ أَنْ يُنَزَّلَ عليكُمْ مِنْ خَيْرٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَاللَّهُ يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ) البقرة: 105.

فكأن الغرب يمثل أسوأ منتج بشري على مدار التاريخ الإنساني مع البشر بشكل عام، ومع العرب والمسلمين بشكل خاص، في ارتكابه الفظائع والمجازر، التي ارتكبوها في حق البشر والجرائم التي ارتكبوها في حق الإنسانية في السلم والحرب على حد سواء.

والتي يندى لها جبين الإنسانية إن كان لها جبين، فطال البشر جميعًا أشد الأذى منهم، وهل يوجد بعد هذا البلاء بلاء.

قال تعالى: (لَتُبْلَوُنَّ فِي أَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ وَلَتَسْمَعُنَّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا أَذًى كَثِيرًا ۚ وَإِن تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا فَإِنَّ ذَٰلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ) آل عمران: 186.

الدكتور عبدالخالق حسن يونس، أستاذ الجلدية والتناسلية والذكورة بكلية الطب بجامعة الأزهر