(146) نهر النيل في… الإسلام

هذه البنود الأربعة كانت وما زالت وستظل سيف مسلط على رقاب المسلمين، إلى درجة أني أعتقد أن كل طفل مسلم يولد من بطن أمه ويخرج إلى الدنيا، مختوم على قفاه بختم وثيقة هنري كامبل باترمان، التي أزهقت أرواح عشرات الملايين من المسلمين.

فقط لأنهم من وجهة نظر الغرب مسلمون ومنافسون له في العالم، ثم يتهمون الإسلام بالإرهاب، بعد أن فقدوا عقولهم في سلامة الفكر والمنطق والتدبير.. فمن المظلوم؟

لا شك أنه الإسلام.. ومن الظالم؟

لا شك أنه الغرب، ومن الإرهابي؟، لا شك أنه الغرب، هذه خلاصة وثيقة هنري كامبل باترمان الملعونة، بالرغم من أن الإسلام دعاهم إلى الإيمان بوحدانية الله سبحانه وتعالى.

قال تعالى: (قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاء بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلاَّ نَعْبُدَ إِلاَّ اللَّهَ وَلاَ نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلاَ يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللَّهِ فَإِن تَوَلَّوْا فَقُولُواْ اشْهَدُواْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ) آل عمران: 64.

لكن لماذا كل هذا الحقد والكراهية والوحشية من الغرب بطوائفه المختلفة من أهل الكتاب من بني إسرائيل من اليهود والنصارى على الإسلام وأهله، لأنهم يعرفون أنه الحق.

إذًا فلماذا لا يتبعونه، وقد احترام القرآن الكريم أنبياءهم بشكل عام، وموسى وعيسى عليهما السلام بشكل خاص، واحترم حق كل إنسان في أن يختار عقيدته بالإيمان أو الكفر، ولكن الهدف إضلال المسلمين، كما ضلوا.

قال تعالى: (وَدَّت طَّائِفَةٌ مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يُضِلُّونَكُمْ وَمَا يُضِلُّونَ إِلَّا أَنفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ) آل عمران: 69.

حقيقة العالم الإسلامي

كما أنهم يفهمون أن العالم الإسلامي، يمثل ثلث مساحة العالم وبه أكثر من 60% من الطاقة في البترول والغاز غير المصادر الطبيعية والبشرية الهائلة، إذًا فالعالم الإسلامي كنز غفل عنه أهله، مليء بالخيرات عن آخره، فلماذا لا تجتمع الذئاب على تقطيعه أوصاله، ونهب خيراته عن آخرها، وإلا ما كانت الحروب الصليبية التي حدثت بين الغرب والشرق، بالرغم من بعد المسافات على امتداد عشرات الآلاف من الكيلو مترات، والتي لم تهدد حتى مصالح الغرب في الشرق.

فإذا كان الغرب بقادته ومفكريه، قد خطوا هذه الوثيقة التي عرضتها السفارة البريطانية على موقعها على الإنترنت، فماذا يفعل قطاع الطرق والمجرمون؟.. وماذا تفعل العصابات والمافيا وغيرها من المجموعات الشاذة التي تثير في العالم؟، الكثير من الخوف والرعب وانهيار الأمن والأمان.

الدكتور عبدالخالق حسن يونس، أستاذ الجلدية والتناسلية والذكورة بكلية الطب بجامعة الأزهر