مقالات

(152) نهر النيل في… الإسلام

كانت وثيقة هنري كامبل باتر مان، بمثابة قنبلة نووية انشطارية، تساوي في قوتها عشرات الآلاف من القنابل النووية على غرار القنابل التي ألقيت على اليابان في هيروشيما ونجازاكي، فتم تدمير المدينتين في لحظات، وأعلنت اليابان استسلامها في الحرب العالمية الثانية.

في السادس من أغسطس/ آب عام 1945، أسقطت قاذفة أمريكية قنبلة ذرية فوق مدينة هيروشيما، التي سميت بالولد الصغير، كان الهجوم هو المرة الأولى، التي يتم فيها استخدام سلاح نووي خلال الحرب، مما أسفر عن مقتل نحو 140 ألف شخص، كما توفي عشرات الآلاف جراء الإصابات الناجمة عن التسمم الإشعاعي، في الأيام والأسابيع والأشهر التالية.

إسقاط قنبلة نووية على اليابان

وبعد ثلاثة أيام من ذلك اليوم المروع والحزين في تاريخ البشرية، تم إسقاط القنبلة النووية الثانية على مدينة ناجازاكي، باليابان بعد أسبوعين، أطلق عليها اسم “Fat Man” أو الرجل البدين، بعدها استسلمت اليابان، منهية الحرب العالمية الثانية، بعد تدمير هيروشيما ونجازاكي وموت كل سكانهما، وإصابة الأبناء والأحفاد بكل الأمراض.

لكن وثيقة هنري كامبل، التي ألقيت على العالم العربي منذ 1905، قتلت مئات الملايين وتناثر حطامها على امتداد العالم الإسلامي، من 1905 وحتى 2021، فأدخل في كل الحروب المحلية والإقليمية والدولية، التي دمرته بالكامل وقتلت وعوقت مئات الملايين من شعوبه، وقضت على الأخضر واليابس وحافظت على التخلف إلى الآن.

وفي نفس الوقت، كانت هذه الوثيقة، تأكيدًا للصراع الدامي والمستمر والذي بدأه الغرب المسيحي ضد الشرق الإسلامي من 1400 سنة، ومن ثمَّ تأجيج حدة الصراع وقوننته في وثيقة دامية، لم يحاسب عليها أحد ممن كتبوها بعد أن أشهروا جميعًا سلاحهم في وجه الإسلام.

بل وأطروه وكتبوه في هذه الوثيقة المعنونة باسمهم، فأين محكمة العدل الدولية التي تحاكم المجرمين، من أجل محاكمة هنري كامبل ولو بشكل معنوي، من أجل رد جزء ولو ضئيل لمئات الملايين من الضحايا من البشر الذين قتلتهم هذه الوثيقة الملعونة ودمرت حياتهم على مدار قرن من الزمان.

الدكتور عبدالخالق حسن يونس، أستاذ الجلدية والتناسلية والذكورة بكلية الطب بجامعة الأزهر

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
« Browse the site in your preferred language »