(154) نهر النيل في… الإسلام
كان البند الثالث في الوثيقة، إيجاد وتعزيز المشاكل الحدودية المتعلقة بدول المساحة الخضراء في العالم الإسلامي، وإيقاد نار الخلافات الحدودية، في حروب لا أول لها ولا آخر في وجود المغذيات التي تأتي من الخارج في صورة صفقات أسلحة بالمليارات من الدولارات، مرتب لها.
والتي كانت وما زالت وستظل هي حصان الطروادة، الذي قاده كامبل وأطره في وثيقته، ففجر الأوضاع على امتداد الأمة العربية والإسلامية وجرَّ الويلات والحقد والكراهية بين كل شعوبها، ولم تسلم منه دولة واحدة من دول العالم الإسلامي عامة والدول العربية بشكل خاص.
فأدخلت كل دولة على حدة في خلافات ومشاحنات ومواجهات وحروب دموية متعددة مع جيرانها، ليس في المرة الواحدة فقط ولكن العديد من المرات، وكأن حكامها يلعبون ويلهون في هذا المضمار، بعد أن تم نزع فتيل الأمن والأمان، بإخراج الشعوب من الميزان، وتحييدها وإبعادها عن مراكز صناعة القرار، حتى يخلوا للوكلاء الجو، ويتمكن الأحفاد من فرض أجندتهم على رقابهم والتلاعب بهم في كل محفل وميدان.
فكانت الخلافات الحدودية، حصان تراودة في غياب الحكم الرشيد هي الإطار الدامي، الذي قامت عليه اتفاقية سايكس بيكو وعهدة عهدت بها أتباعها، فتسلمتها الأنظمة التي أوجدتها هذه الاتفاقية لاحقًا، بفعل الاستبداد، بحيث تظل الخلافات الحدودية، سيفًا مسلطًا على رقاب الحكام والشعوب على حد سواء.
فالشعوب ملغية ولا وجود لها، بل أسماء على الورق، لا تملك من أمرها شيء، فالأمر كله للغرب والأمريكان، وعلى الجميع الانصياع لرغبات الشيطان، الذي يحرك الجميع من خلف الجدران، والتي أصبحت واضحة وجلية للعيان وضوح الشمس في كبد السماء.
وهكذا تم صناعة وخلق العداوات بين الدول العربية والإسلامية بعضها البعض، بواسطة أبواق الاستعمار، حسب الأسماء والمسميات التي اختاروها لها على ميعاد، ولا مانع من الاختلاف والدخول في مواجهات ومعارك وحروب، لا ناقة لهم فيها ولا جمل، إلا بما تفرضه عليهم أجندة الاستعمار.
الدكتور عبدالخالق حسن يونس، أستاذ الجلدية والتناسلية والذكورة بكلية الطب بجامعة الأزهر