(158) نهر النيل في… الإسلام
تدار الخلافات الحدودية بالريموت كنترول، كما حدث مع العراق وإيران على سبيل المثال لا الحصر، وتمول الصراعات من خارج البلاد وداخلها، ويختلق النظام الحاكم والمحللين له والمستفيدون منه، المبررات الواحدة تلو الأخرى، من أجل البقاء في السلطة العديد من الدورات، مع زيادة وتيرة النعرات الطائفية والخلافات المذهبية، ويدفعون بها إلى الأمام وهي تسير بين الناس، وتسري كالنار في الهشيم.
من أجل تأليب الشعوب بعضها على البعض الآخر، مع أن هذا ضد أبسط حقوق الإنسان المكرم وحقه في أن يعيش بحرية، ويعتنق ما يشاء من رأي وأفكار وعقائد، تسعده في حياته وتكمل له سعادته بعد مماته، كما يرى هو ويختار وليس كما يرى له الآخرين من حرية واعتقاد.
وتذهب الأنظمة الخارجة على القانون إلى مذاهب وأبعاد، يختلط فيها الحابل بالنابل والحق بالباطل واللهو واللعب بالجدية والالتزام، فتختلق فيها الصراعات وتزيد رقعة الخلافات وفي هذه المرة على مستوى لعب الكرة إلى الدرجة التي يعتقد فيها البعض، أن النصر الكروي يستحق كل هذا العناء والغناء وتجييش الأمة خلفه، حتى تستمر مسيرة التغييب والتهميش قائمة على قدم وساق.
ويتم الاختيار على أساس الحب في الكرة وليس في أي إنجاز آخر، حتى ولو كان على مستوى توفير رغيف الخبز الحاف لشعوبها المريضة بالأنيميا الحادة والمزمنة، وكل الأمراض المعدية، فإذا بالأنظمة تعتبر النصر الكروي، نصر في معركة حربية تدخل من أجله أم المعارك الإعلامية وترفع فيه درجة الاستعداد، من أجل قطع العلاقات، لإشعار الناس بأن هناك أهمية وقيمة للمباريات، بالرغم من المكاسب الضئيلة التي تتحقق في كل هذه المونديالات.
الصراعات من خارج البلاد
فلماذا تظل الخلافات الحدودية في بلادنا وبين شعوبنا سنوات وعقود وقرون من الزمان، دون أي حل من الإمعات؟، وفي الغرب تنهي الخلافات الحدودية في سويعات، بالرغم من الكثير من الخلافات الجوهرية بينهم، والتي تغلبوا عليها بعد أن تركوا الشعوب تختار حكامها من خلال الشفافية والحكم الرشيد.
إلا إذا كانت مسيرة التهميش للشعوب هنا، قائمة على قدم وساق من خلال تطبيق وثيقة هنري كامبل، وهناك الشعوب حاضرة على رأس كل القضايا والخيرات وحتى الملمات، وإذا لم تجدوا إجابة على كل هذه التسائلات، اسألوا عن صدق ومصداقية وحقيقة الحكم الرشيد هنا وهناك.
كل هذه المشاكل المجتمعة والأزمات المتوالية، قوة من همة الاستعمار والذين يدورون حوله، من أجل إيقاف تدفق الماء في نهر النيل الخالد عبر الزمان والمكان، والذي تطاله عناية الله وتحفظه، لأنه هبة من الله لمصر، ولا بد لأحد في جريان ماءه أو منعه من الجريان، لأن منابعه الأولى تأتِ من السماء.
الدكتور عبدالخالق حسن يونس، أستاذ الجلدية والتناسلية والذكورة بكلية الطب بجامعة الأزهر