(161) نهر النيل في… الإسلام
كان الإسلام ولا زال هو العدو الأول والأخير الذي يجتمع عليه الأضداد، والتكأة التي يتكئ عليها، أعوان الاستعمار، في تحقيق امالهم في البقاء في السلطة ابد الأبدين، فسعوا إلى توصيل رسائل تخويف إلى غير المسلمين، على غير الحقيقة والواقع، في أن وجود المسلمين، في السلطة.
سوف يجعل جميع المخالفين لهم في العقيدة يدفعون الثمن غإلى ا، أما بالعيش المهين والذل اللعين، او يدفعوا إلى ترك البلاد، مرغمين، فتكون النتيجة الا سند لهم غير اعوان الاستعمار، الذين يفسدون في الأرض ولا يصلحون،ونسي الأخرون أو تناسو ا من كثرة الحاح المستبدين عليهم.
أن الأمة التي تتمكن، من طرد المستبدين العلمانيين، من سدة السلطة، لن تسمح مطلقا لنفسها أن تحكم من قبل المستبديين الدينيين، أو أن تقع تحت حكم الظالم المستبد، من كلا الطرفين والذي يعتبر نفسه ظل الله في أرضه، بعد فهم الجميع مكاسب الحكم الرشيد.
وبالمناسبة لا يوجد في أي دين عوضا، عن الإسلام حكم للمستبدين، لأن المستبد ببساطة يبحث عن مصلحته الشخصية ومصلحت من آتوا به إلى سدة السلطة، ولا يعبأ كثيرا بمصالح الشعب، ويقوم بتمثيل الدين على الناس، مثل الأفلام والمسلسلات الهابطة، لأنك إذا اردت أن تبحث عن الإنسانية أو الدين، فانظر إلى احوال السلاطين وعامة الناس.
فإن وجدت السلاطين يعيشون مثل باقي شعوبهم، ومصالح شعوبهم محفوظة وحقوقهم مصانة وارواحهم محمية، فاعلم أن هذا هو مراد الدين، من العالمين، وإذا وجدت غير ذلك فاعلم أن هذا هو طريق ابليس اللعين، حتي ولوا لبس لباس الدين ، أو اقسم بأغلظ الإيمان على التوراة والإنجيل والقراءن.
ويشعر كل إنسان ينشد العدالة بين الناس، وحب العيش المشترك، الذي لا يسمح لأحد أي كان هذا الأحد، بأن يعتدي على مصالح وحقوق الأخر، بالحزن والإحباط، بأنتشار المستبدين فقط في كل البلاد العربية، وهم يحملون اسماء ومسميات الإسلام، والإسلام منهم برئ .
فاعظم أنواع التطرف، في هذه الحياة، أن تجد نظام مستبدا، قاسيا وظالما، وطاغيا ومستعلىا، وفاسدا وفاشلا ، يحكم شعبا رغما عن انفه، ويزور إرادته في وضح النهار، وعلى مرأي من العالم كله، ثم يدعي كذبا وظلما وزورا، أنه ينتمي إلى الإسلام، أو أنه يطبق الإسلام، مع إن كل هذا ضد ابسط قواعد الإسلام.
ثم تجد الآخرين، يلوحون لك بإيديهم، ويتطاولون علىك بألسنتهم، ويربطون نهجه ومنهجه بالإسلام، بالرغم من أن كل العلاقة التي تربطه بهذا الدين العظيم – أي والله العظيم وليس ذلك لأني مسلم -، هو الصورة والمظهر بعيدا عن الأصل والجوهر، وقد يكون هدفه هو ابعاد الناس عن الإسلام، الدين الحنيف، الذي ينشد الحرية والعدالة والصدق والأمانة والشفافية والمراقبة لكل الناس، ويمكنهم من العيش في كنف هذه السبع المنقذات، وليس في كنف السبع المهلكات، التي يترعرع وينمو فيها الإستبداد.
بل أن من أسوء أصناف وانوع التطرف، الأنظمة التي ترعي العنف والسجن والقتل والإرهاب، وتدار بواسطة رعاة الاستعمار، هي في التباهي بالخروج على قيم واخلاق الإنسان،عوضا عن قيم واخلاق الإسلام، في تزوير إرادة الناس عبر صندوق الإنتخاب.
وبعد أن يتحول التزوير، إلى فضيحة كبري عبر وسائل الإعلام، ويتناقلها الناس حول العالم، تجدهم ، يتباهون بالحصول على الأغلبية، ومعه جل المزورين الذين يستولون على مقاعدهم في البرلمانات، عبر الغش والتزوير، بالرغم من القول الثابت عن محمد صلي الله عليه وسلم: (من غشنا فليس منا).
الدكتور عبدالخالق حسن يونس، أستاذ الجلدية والتناسلية والذكورة بكلية الطب بجامعة الأزهر