(162) نهر النيل في… الإسلام
إذا كان القول بالقول يذكر، فإن حقيقة وجوهر واصل الإسلام، تظهر في أنه لا يظلم حيوان مثل قطة ادخلت صاحبتها النار، بسبب ظلمها له، فلا هي اطعمتها، ولا هي تركتها تأكل من خشاش الأرض، كما قال عليه افضل الصلاة واتم السلام: “دخلت امرأة النار في هرة حبستها لا هي أطعمتها ولا تركتها تأكل من خشاش الأرض “، فالمرأة التي لم تعتني بقطتها، وحبستها، ولم تقدم لها الطعام، أو لم تترك لها الحرية، في أن تبحث بنفسها عن إطعام نفسها، ظلمت هذه القطة، فعاقب الله هذه المرأة فأدخلها النار.
فكيف بالله عليكم يسمح دين يجرم، إيذاء إمرأة لقطتها، ومنعها لها من الحرية والطعام، في أن يظلم إنسان، أو في أن ينتهك حقوقه، أو يعتدي عليه أو على عقيدته أو على ماله وعرضه، أو يحرمه من الحياة، لعمري أن هذا ليس له علاقة من قريب او بيعيد بدين الإسلام، ومن يقل غير ذلك فهو كذاب وافاق.
وكيف يمنع النظام ، الذي يدعي الإسلام، غير المسلم من بناء كنيسة أو معبد، يعبد فيها الله بالطريقة التي تعجبه، وتريحه، والتي يشعر فيها بقربه إلى الله، ثم يتهمون الإسلام، بأنه ضد الأخر، وينفي الأخر، ولوا قرء واحد من هؤلاء ما فعله الخليفة الراشد، عمر بن الخطاب، حين ذهب إلى بيت المقدس، فأدركته الصلاة عند زيارته للكنيسة، فصلي خارج الكنيسة، حتي لا يأتي من يحول هذه الكنيسة إلى مسجد ويقول هنا صلي عمر، لأدرك أن عظمة الإسلام، تتجلي في حفاظه وحمايته لعقائد إلى هود والنصاري، وغيرهم من كل العقائد البشرية الأخري.
لقد حافظ الإسلام، على امتداد دعوته، على كل المخالفين له في العقيدة، وفي تعامله مع إلى هود والنصاري بصفة خاصة، وعلى عقائد البشر الأخري، بصفة عامة، وترك لهم الحق في أن يعيشوا بين المسلمين في أمن وأمان واستقرار، ويكفي الإسلام شرفا ما روي عن رسول الله صلي الله عليه وسلم في قوله : ” من أذي ذميا فقد أذاني ومن أذني فليتبوء مقعده من النار”، فكيف يتجرء مسلم يعرف ويسمع هذا الحديث ثم يعتدي على يهودي أو نصراني.
والقرءان الكريم، قدم كل احترام وتقدير لأهل الكتاب، من إلى هود والنصاري، واعلى من شأن كتبهما، فأطلق على التوراة والأجيل، الذين نزلا على موسي وعيسي عليهما الصلاة والسلام، بكتابي الهدي والنور، وأعتبرهما من أولي العزم من الرسل مع نوح وابراهيم ومحمد عليهم الصلاة والسلام، ورضي الله عنهم جميعا لما قدموه للبشرية من خدمات وهداية وانقياد لإمر لله الواحد القهار.
الدكتور عبدالخالق حسن يونس، أستاذ الجلدية والتناسلية والذكورة بكلية الطب بجامعة الأزهر