(17) الإسراء والمعراج… معجزة إلهية
بعد أن انطلق البراق من مكة المكرمة إلى بيت المقدس ليلًا، اخترق البراق أبواب السماء الدنيا بكواكبها ونجومها ومجراتها في سرعة البرق الخاطف بعشرات التريليونات من الكيلو مترات في الثانية الواحدة مع توفر كل أدوات الأمن وعناصر الأمان والاستقرار والاستمرار في الانطلاق.
فوصل إلى أبواب السماء الأولى فإذا بآدم عليه السلام فسلم عليه ثم السماء الثانية فقابل عيسى ويحيى عليهما السلام فسلَّم عليهما ثم السماء الثالثة فقابل يوسف عليه السلام فسلم عليه ثم السماء الرابعة فقابل إدريس عليه السلام فسلم عليه.
ثم السماء الخامسة فقابل هارون عليه السلام فسلم عليه ثم السماء السادسة فقابل موسى عليه السلام فسلم عليه ثم السماء السابعة فقابل إبراهيم عليه السلام فسلم عليه، فقابلهم جميعًا بالكيفية التي أرادها الله سبحانه وتعالى وبالطريقة التي عرَّفه بهم وبين كل سماء وأخرى مسيرة خمسائة عام بمقاييس الملأ الأعلى، فيا لها من مسافات لا يتصورها عقل راجح ولا فكر ثاقب ولا روح ولا ذات.
وكان جبريل عليه السلام هو المفتاح الذي يفتح به أبواب السماوات السبعة واحدة تلو الأخرى، فهو ملك سماوي ونوراني من سكان الملأ الأعلى، وعلى علم بما يحدث فيه بقدر ما علمه الله سبحانه وتعالى وكان البراق منقاد للأوامر العليا التي شرفته بمرافقة خاتم الأنبياء وسيد المرسلين محمد صلى الله عليه وسلم وفي رفقة جبريل عليه السلام.
رحلة الرسول من مكة المكرمة إلى بيت المقدس ثم إلى السماء
وفي كل سماء كان جبريل عليه السلام يطلعه على سكانها وعلى ما فيها من زينة وأنوار ويرتقي به في مستويات عليا من النورانية التي ليس لها شبيه ولا مثيل وحتى السماوات السبعة فلا يمكن وصفها لبشر، لأنها أعقد من أن توصف وأرقى من أن يتكلم عليها بشر، فكأنَّ ملائكة الملأ الأعلى غير ملائكة الأرض غير ملائكة اللوح المحفوظ وملائكة سدرة المنتهى غير ملائكة الكرسي غير ملائكة العرش.
الدكتور عبدالخالق حسن يونس، أستاذ الجلدية والتناسلية والذكورة بكلية الطب بجامعة الأزهر