(1) إشراقات… رمضانية
رمضان كله إشراقات من نور الله سبحانه وتعالى، تجلى به في لحظة رحمة على عباده، فغمرتهم نفحاته النورانية في كل أوقاته، فهو شهر القرآن الكريم الذي نزل في نور رمضان فأنار القلوب والعقول والكون والحياة بمعرفة الله سبحانه وتعالى.
فنور القرآن العظيم من نور الله سبحانه وتعالى، نزل به جبريل النور أمين الوحي، على نور محمد صلى الله عليه وسلم في جبل النور.
فكان ارتباط القرآن الكريم بنور رمضان الذي اختاره الله سيدًا للشهور، حتى يشع نوره في قلوب البشر المؤمنين به فتستعلي به أرواحهم النورانية على أجسادهم الترابية المعتمة، فيرفع من مقام الإنسان ومنزلته وعبوديته لله حتى يصل بمستواه إلى درجة الملائكة ومعنى القرب من الله سبحانه وتعالى.
إشراقات من نور الله
ومن هنا كان الإسلام الذي يجب أن نعرفه بإشراقاته، يؤكد دائمًا مدى أهمية ارتباط الإنسان بالله برباط وثيق، فلا يمكن للإنسان العاقل أن يستغني عن ربه، لأنَّه خالقه ورازقه وواهب حياته.
ولا يمكن لله أن يتخلى عن عبده الذي جعله خليفته في الأرض، فأمده بكل أسباب استبقاء حياته في الهواء والماء والطعام وفي أسباب الحفاظ على نوعه في التناسل بالزواج وكل هذا من أجل أن يؤهله، لكي يحصد ثمرة عمله الدنيوية في الآخرة من خلال التزام طاعته لربه في كل شأن من شئون حياته.
وهذه العلاقة الوطيدة المشرقة والمفترض فيها أن تكون مليئة بكل معاني الحب والرضا والود والتسامي والتقدير لله من جانب الإنسان، حتى ولو من باب تبادل المصالح والمنافع الدنيوية والتي تصب كلها دائمًا في صالح الإنسان ودنياه ولا تعود على الله بأي فائدة أو نفع يُذكر.
ارتباط الإنسان بربه
وهذا في حد ذاته إعجاز، فارتباط الإنسان بربه أمرًا ضروريًّا وملحًا لمصلحة الإنسان واستمراره في الحياة من خلال المعطيات الظاهرة، والتي تملأ الكون والحياة عن آخرهما بكل صفات الجمال والكمال والجلال والعظمة والكبرياء لله في كل شيء حولنا نراه ونسمعه ونحسه ونشمه ونتذوقه فلا مناص ولا مهرب من معرفة حقوق الله سبحانه وتعالى، على البشر في كل لحظات حياتنا إلى درجة تشعرك في كل لحظة أن تقول في نفسك “الله” وتذكر من حولك بالله.
الدكتور عبدالخالق حسن يونس، أستاذ الجلدية والتناسلية والذكورة بكلية الطب بجامعة الأزهر