(23) إشراقات… رمضانية
من فضل العلم ومكانته في الإسلام الذي يجب أن نعرفه، أن المكانة الرفيعة والمنزلة العالية التي لا تطالها مكانة ولا تسبقها منزلة جعلها الله سبحانه وتعالى ومن بها على أهل الإيمان والعلم، فلا إيمان دون علم ولا علم دون إيمان، فكلاهما مرتبط ببعض برباط وثيق كالروح والجسد.
لهم الدرجات العلى التي جعلتهم في مكانة مرموقة لا يضاهيها مكانة ولا منزلة، فلا يتقدمها ملك مقرب أو يحول بينها رسول مرسل ولا يعلو عليها درجات، لأنَّها أرفع الأوسمة والنياشين التي يمنحها الله لعلمائه على قدر مكانته ومنزلته وعطاءه، فلا يمكن تصور أو تخيل هذه المكانة وتلك المنزلة للعلماء.
المكانة الرفيعة والمنزلة العالية للعلم
ومن فضل العلم ومكانته في الإسلام الذي نعرفه، أن حاسة الكلام المعبر عنها باللسان ومداركه لا تنمو ولا تطور إلا بصحة آلة السمع في الأذن وكذلك مداركات الفهم في العقل لا تنمو ولا تتطور إلا في وجود الرؤية وسلامة النظر، الذي يُعبر عنها بالبصر في سلامة آلة الرؤية في العين.
وفي كل هذا جماع العلم والمعرفة في العقل والقلب بمئات التريليونات من العقول والقلوب، المنتشرة على امتداد خلايا جسم الإنسان ومعها تعبيرات الوجه والذات والجنان والمدفونة في النفس البشرية والتي لا نعلم لها قرار، فهي سر مستور من أسرار خلق الإنسان.
وهذا فيه إعجاز هائل وعظيم، فالذي يستخدم حاسة السمع والبصر في العلم ومعرفة حقيقة الإيمان والدعوة التي دعا إليها محمد صلى الله عليه وسلم، يُدرك أنها دعوة الحق أمَّا الذي فقد حاسة السمع والبصر وعطل وسائل الإدراك، فهو أعمى والبصيرة التي تتحدث عن الحق بين جانبيه، وتهمس له في أذنيه ولكنه يتجاهلها ولا يُلبي نداءها، فأصبح كالأعمى الذي لا يرى ظاهر الأمور فما بالك بباطنها.
الدكتور عبدالخالق حسن يونس، أستاذ الجلدية والتناسلية والذكورة بكلية الطب بجامعة الأزهر