(30) إشراقات… رمضانية
إذا كنَّا قد تحدثنا عن أهمية الحفاظ على المنهج المادي الترابي للإنسان والذي يعتمد فيه على طعامه على كل ما يخرج من الأرض بأصلها الترابي، فإن استيفاء الضرورات الخمسة اللازمة لاستبقاء حياة الإنسان المادية والحفاظ عليها واستمرارها في الحياة، يتمثل في وجود هذه الضرورات الخمسة والمتمثلة في الهواء والماء والطعام والعلم والعمل والتي دونها لا يحيى الإنسان.
فإنَّ عظمة الإسلام تتبدى في الحفاظ على الضروريات الخمسة اللازمة لكمال المنهج المعنوي، من خلال الشريعة والتي تُعتبر قمة في الحفاظ على كمال المنهجين “المنهج المادي” و”المنهج المعنوي” في الحفاظ على الدين والنفس والمال والنسل والعقل.
ومن يضع هذه الضرورات العشرة في الاعتبار المادية والمعنوية موضع التنفيذ على مستوى الفرد والأسرة والمجتمع، فإنَّه يؤدي إلى شيوع الانضباط في كل مؤسسات الدولة وسيادة العدل في كل أركانها ويكون الصدق شارتها والأمانة قدوتها والعمل الجاد مهنتها، والعلم والمعرفة منهجها والتقدم العلمي في جميع المجالات غايتها والهدف من وجودها، فلا تجد فقيرًا ولا يتيمًا ولا مسكينًا ولا صاحب عاهة ولا إعاقة إلَّا والدولة تكفله في كل شأن من شئون حياته وترعاه ماديًّا ومعنويًّا.
وهذا فيه إعجاز هائل وعظيم، لأن الدولة في الإسلام ملزمة بالربط بين الماديات والمعنويات، والتي تمثل القاطرة التي تؤمن العبور الآمن للإنسان من الدنيا بمعيار الآخرة، فتورثه الفوز والنجاح في الآخرة، لأن نجاح الإنسان في الدنيا ورضاه عن نفسه في علمه وعمله وعلاقاته بين الناس هي المعيار والميزان في الآخرة وغير ذلك لا قيمة للحياتين في ميزان الإسلام.
الدكتور عبدالخالق حسن يونس، أستاذ الجلدية والتناسلية والذكورة بكلية الطب بجامعة الأزهر