(35) إشراقات… رمضانية
سُرعان ما تُحاول الأجزاء المناعية السليمة من تدميرها ولكن بعد فوات الأوان، مما يعجل بضعف المقاومة عند هذه الإنسان، فتتمكن منه الفيروسات وتنتصر على مناعته وقدرته على المواجهة والتحدي، فيفقد الجسد مقاومته ويموت في نهاية المطاف ويعود إلى التراب فيسير ترابًا.
ولكنه يملك كل الأدلة الدامغة ومعه كل الصور وكل المكالمات المسجلة بالصوت والصورة والفيديو، لتشتكي إلى ربها في الآخرة على خيانة خلايا أعضاء الجهاز المناعي لوظائفهم في الدفاع عن الإنسان في مقابل رشوة من الفتات ولو كانت بمئات المليارات.
فيموت الجسد ويدفن في التراب ومعه الجهاز المناعي بكامل أعضائه ويدفن الجميع في التراب، فيصيروا ترابًا استعدادًا للحساب والوقوف أمام الله سبحانه وتعالى عرايا، حتى من النقير والفتيل والقطمير مع وجود الأدلة وحضور البراهين التي تدين الخونة والمتآمرين على صحة الجسد ووجوده في الحياة.
وإذا كنَّا قد تحدَّثنا عن الرقابة الذاتية الدائمة للجهاز المناعي للإنسان، بكل خلاياه وأنسجته وأعضاءه وأجهزته المكلفة بالحماية الذاتية للجسد المادي والدفاع عنه إلى أبعد مدى حتى يقوم بمهمة الخلافة في الأرض وعمارة الكون.
أهمية الأجزاء المناعية السليمة
وهذا فيه إعجاز كبير، لأن مهارة ودقة وكفاءة الجهاز المناعي العالية تتحدى كل عوامل الزمن وكل الأعداء المتربصين بحياة الإنسان، حتى أصبح الجهاز المناعي علامة على صحة الجسم أو ضعفه، فهو يتقدَّم الصفوف في كل معركة من معارك الوجود التي يتعرَّض لها الإنسان في كل حياته.
الدكتور عبدالخالق حسن يونس، أستاذ الجلدية والتناسلية والذكورة بكلية الطب بجامعة الأزهر