(7) إن الدين عند الله… الإسلام
كما كان خلق آدم دون أب وأم وخلق حواء من أب دون أم، في غياب كل من الحيوان المنوي والبويضة، اللذان يمثلان المادة الأولية اللازمة لخلق الإنسان، فخلق آدم وحواء بـ”كن فيكون”، امتثالًا لأمر الله واستسلامًا لإرادته في إطار الإسلام.
فإن عيسى عليه السلام خلق بكن فيكون، من أم دون أب، فقد خلق داخل رحم أمه مريم بكلمة كن فيكون، وكان حمل أمه به استثنائي كما كانت فترة الحمل به استثنائية، لأنه لم يمكث في الرحم سوى بضعة دقائق، ثم جاءت لأمه المخاض فكانت ولادته بطريقة استثنائية مثل حمله.
وإذا كان الحيوان المنوي الذي يخصب البويضة في ذاته كلمة، فإن الجزء النوراني من الحيوان المنوي يُمثل 99.99%، بناء على المعايرة المادية للروح، بينما الجزء المادي الظاهر من الحيوان المنوي، فلا يمثل سوى أقل من 0.01%.
خلق آدم دون أب وأم
وبناء عليه، فإن كلمة الله التي حملت بها مريم في عيسى عليهما السلام، اختصرت الفترة الزمنية في الحمل بعيسى عليه السلام من تسعة أشهر إلى بضع دقائق، لأن الكلمة من عند الله، وهذا معناه أن درجة نقاء الكلمة 100%، امتثالًا لأمر الله واستسلامًا لإرادته في إطار الإسلام.
وهذا معناه أن الحيوان المنوي مخلوق ودرجة نقاء الروح في الحيوان المنوي تُمثل 99.99%، بينما الكلمة من كلام الله، فدرجة نقاء الكلمة تمثل 100%، فكانت نورانية عيسى عليه السلام تطغى على ماديته، امتثالًا لأمر الله واستسلامًا لإرادته في إطار الإسلام.
وهذا فيه إعجاز هائل وعظيم، يؤكد “إن الدين عند الله الإسلام” في خلق عيسى عليه السلام، امتثالًا لأمر الله واستسلامًا لإرادته في إطار الإسلام.
الدكتور عبدالخالق حسن يونس، أستاذ الجلدية والتناسلية والذكورة بكلية الطب بجامعة الأزهر