(14) إن الدين عند الله… الإسلام
من هذا المنطلق العلمي نُلاحظ أن كل المعطيات والبراهين والنتائج، الموجودة في خلق الكون وخلق الإنسان والكائنات القائمة على خدمته، تؤكد بما لا يدع مجالًا للشك، أن الدين عند الله الإسلام، امتثالًا لأمر الله واستسلامًا لإرادته في إطار الإسلام.
وأن الدين عند الله قبل خلق الكون وبعد خلقه الإسلام، وأن الدين عند سائر المخلوقات قبل خلق آدم الإسلام، وأن الدين عند خلق آدم وأبنائه الإسلام، وأن الدين عند رسالة الأنبياء والمرسلين كانت الدعوة إلى الإسلام، فلا دين ولا عقيدة إلا للإسلام.
وإذا كانت الدعوة عامة في الكون والإنسان وكل المخلوقات، في أن الدين عند الله الإسلام، وأن الإسلام هو الذي يدير الكون وما فيه بناء على الأدلة العقلية والأدلة النقلية، امتثالًا لأمر الله واستسلامًا لإرادته في إطار الإسلام.
فقد انتهى عصر الشرائع المرحلية الأخرى بنزول الإسلام الخاتم، الذي يؤكد حقيقة الإسلام، الذي يُدير الكون والإنسان، خلقًا من عدم وإمداد من عدم في نطاق الربوبية وتهذيب الأخلاق والسلوك في نطاق الألوهية، امتثالًا لأمر الله واستسلامًا لإرادته في إطار الإسلام.
فإن هذا معناه، انتقال الإسلام من ممارسة وجوده في بناء الكون، ودعوة الأنبياء والمرسلين، إلى الرسالة الخاتمة التي جاء بها محمد صلى الله عليه وسلم، ومعه انتهى دور دين إبراهيم عليه السلام وصحفه وانتقل بموته إلى الإسلام، وانتهى دور دين اليهود الذي جاء به موسى عليه السلام وتوراته وانتقل بموته إلى الإسلام.
وانتهى دور دين النصرانية الذي جاء به عيسى عليه السلام وإنجيله وانتقل برفعه إلى السماء إلى الإسلام، امتثالًا لأمر الله واستسلامًا لإرادته في إطار الإسلام.
وهذا فيه إعجاز هائل وعظيم، يؤكد “إن الدين عند الله الإسلام”، ومعه انتهى دور كل من إبراهيم وموسى وعيسى عليهم السلام، امتثالًا لأمر الله واستسلامًا لإرادته في إطار الإسلام.
الدكتور عبدالخالق حسن يونس، أستاذ الجلدية والتناسلية والذكورة بكلية الطب بجامعة الأزهر