(18) إن الدين عند الله… الإسلام
معنى هذا أنه لا قيمة علمية ولا معنى ديني للحديث عن الديانة الإبراهيمية، التي تضمن في إطارها اليهودية والنصرانية والإسلام باعتبار أن إبراهيم أبو الأنبياء وأن أبناءه وأحفاده، كانوا وراء حمل رسالات الأديان الثلاثة وظهورها، في دعوة موسى وعيسى ومحمد عليهم الصلاة والسلام.
لكن الحقيقة العلمية الثابتة في الكون والواقع العملي في الحياة، يؤكد أن إبراهيم عليه السلام كان مسلمًا ودعا إلى الإسلام، والحقيقة العلمية الثابتة في الكون والواقع العملي في الحياة، يؤكد أن موسى عليه السلام كان مسلمًا ودعا إلى الإسلام، والحقيقة العلمية الثابتة في الكون، والواقع العملي يؤكد أن عيسى عليه السلام كان مسلمًا ودعا إلى الإسلام.
اليهودية والنصرانية والإسلام
والحقيقة العلمية الثابتة في الكون والواقع العملي، يؤكد انتهاء دور دعوة كل من إبراهيم وموسى وعيسى عليهم السلام، بظهور الإسلام الذي دعا بدعوة إبراهيم وموسى وعيسى، وجمع شمل كل الدعوات في إطار الإسلام من آدم عليه السلام إلى محمد صلى الله عليه وسلم.
وهذا واضح وظاهر بشكل علمي وعملي في خلق الإنسان ووجوده في الحياة، فإذا كانت نفس الإنسان تتكون من جسد وروح، فإن وجود الجسد يمثل وعاء للروح، ووجود الروح يمثل حياة للجسد ودون وجود الروح والجسد تنتهي رحلة الإنسان في الحياة.
التحكم في جسد الإنسان
فالإنسان يتكوَّن من الجسد والروح ويتحكّم في وجوده المنهج المادي والمنهج الروحي، فالجسد من تراب الأرض ومائه والروح من السماء من عند الله.
ومن هنا فإن المنهج المادي للجسد يعتمد في وجوده وحياته على الأرض، بينما المنهج المعنوي للروح يعتمد في وجوده وحياته على السماء.
ففي حياة الإنسان المادية والمعنوية، يأخذ غذاءه المادي من الأرض، ويأخذ غذاءه المعنوي من السماء، فغذاءه المادي من الأرض في صورة مادية من الهواء والماء والطعام، وغذاءه المعنوي من السماء في صورة معنوية والمتمثل في العقيدة والعبادة والمعاملة في الإسلام.
وهذا فيه إعجاز هائل وعظيم، يؤكد وحدة الغذاء، فالغذاء المادي واحد والغذاء المعنوي واحد، ووحدة الغذائين المادي والروحي في الإنسان، يؤكد وحدة الرسالة في دعوة الأنبياء والرسل إلى الإسلام والتي تؤكد بدورها وحدانية الله، امتثالًا لأمر الله والاستسلام لإرادته في إطار الإسلام.
الدكتور عبدالخالق حسن يونس، أستاذ الجلدية والتناسلية والذكورة بكلية الطب بجامعة الأزهر