(47) إن الدين عند الله… الإسلام
كان الصراط المستقيم هو صراط الله والعلامة البارزة، على الإيمان بوحدانية الله ووحدة الرسالة، وكان المغضوب عليهم من اليهود والضالين من النصارى، الذين حرَّفوا عقائدهم وأضلّوا أتباعهم بالسير في طريق الضلال، بعد أن وقعوا في فخ الانحراف الذي جرهم إلى الكفر بالله.
ومن هنا نجد أن الواجب على جميع البشر يحتم عليهم، أن ينتفعوا بالطريق المستقيم، لذلك كانت الدعوة عامَّة من قبل الله ورسله إلى الناس جميعًا، في المضي قدمًا نحو الطريق المستقيم وفيه دون تغيير أو تبديل أو انحراف.
ولكن كيف يرفض العقلاء والأسوياء من البشر والبلاء منهم الطريق المستقيم؟.. بل وكيف يرفض المنحرفون الصراط المستقيم ويذهبون في طريق الضلال والانحراف، حتى لو انتفع واحد منهم بالطريق المعوج، فسوف ينتفع الملايين منهم بالصراط المستقيم.
الإيمان بوحدانية الله
فهذا هو الفرق بين الحق والباطل والفرق بين الهدى والضلال، فكان من الواجب على الإنسان الواعي، أن ينظر بعين الاعتبار إلى الفوائد الجمة والإيجابيات الكثيرة، التي يأخذها وتعود عليه من سلوك الطريق المستقيم، الذي يوصله إلى الحق والحقيقة ويمنعه من الوقوع في الرزيلة وخطوات الشيطان الكثيرة.
وفي نفس الوقت، كان عليه أن ينظر بعين الرضا إلى أن الطريق المستقيم، كان بمثابة الدواء الذي حماه وحافظ عليه من كل الأدواء، فمنع عنه السلبيات وحماه من الخسارة التي وقع فيها وعليه أن يقدر ما أخذ منه وهو قليل في مقابل ما أعطاه من منح ومزايا لا تُعد ولا تحصى.
وهذا فيه إعجاز هائل وعظيم، يؤكد أن الصراط المستقيم، هو صراط الله الذي ارتضاه الله لعباده، امتثالًا لأمر الله واستسلامًا لإرادته في إطار الإسلام.
الدكتور عبدالخالق حسن يونس، أستاذ الجلدية والتناسلية والذكورة بكلية الطب بجامعة الأزهر