(61) مصر… في الحج
يوم الحج الأكبر في يوم عرفة، هو من أعظم أيام الله والذي يمثل يوم الوقوف على جبل عرفة أو عرفات في التاسع من شهر ذي الحجة، وهو يوم الحج الأكبر سمي عرفات، لأن جبريل عليه السلام طاف بالنبي إبراهيم في عرفة، وكان يريه مشاهد ومناسك الحج فيقول له “أعرفت أعرفت؟” فيقول إبراهيم “عرفت عرفت” ولهذا سمي عرفة.
وهذا معناه أن إبرهيم عليه السلام بعد أن وفق في الاختبارات التي مرَّ بها مع هاجر وإسماعيل عليهما السلام، ذهب مع جبريل إلى هذا المكان خارج مكة والذي سمي بعرفات، حيث عرف فيه إبراهيم، كيفية أداء المناسك بأمر من الله سبحانه وتعالى.
دور إبراهيم وهاجل وإسماعيل في يوم الحج
وهذا يؤكد دور إبراهيم وهاجر وإسماعيل عليهم السلام في أركان الحج ومناسكه وشعائره، التي بدأت بهاجر وإسماعيل ثم انتهت بإبراهيم مع جبريل عليهما السلام، إيذانًا بإعلان كمال هذه الأركان على يد كل من إبراهيم وهاجر وإسماعيل عليهم السلام، وفي وجود جبريل عليه السلام، في معية الله سبحانه وتعالى.
يبدأ يوم عرفة من فجر اليوم التاسع من ذي الحجة، ويمتد إلى طلوع الفجر من يوم عيد النحر وتحديدًا مع دخول وقت صلاة الفجر، وينتهي وقت الوقوف بعرفة بالنسبة للحُجّاج بطلوع فجر يوم النحر، يُمثّل الوقوف بعرفة ركنٌ من أركان الحج، قال تعالى: “لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَن تَبْتَغُوا فَضْلًا مِّن رَّبِّكُمْ ۚ فَإِذَا أَفَضْتُم مِّنْ عَرَفَاتٍ فَاذْكُرُوا اللَّهَ عِندَ الْمَشْعَرِ الْحَرَامِ ۖ وَاذْكُرُوهُ كَمَا هَدَاكُمْ وَإِن كُنتُم مِّن قَبْلِهِ لَمِنَ الضَّالِّينَ” (البقرة: 198).
وقال الرسول صلى الله عليه وسلم: “الحج عرفه”.
يبقى الحجاج في عرفة حتى غروب الشمس، فإذا غربت الشمس ينفر الحجاج من عرفة إلى مزدلفة للمبيت بها، ويصلي بها الحاج صلاتي المغرب والعشاء جمع تأخير؛ فيؤخر صلاة المغرب حتى دخول وقت العشاء، ويستحب للحاج الإكثار من الدعاء والأذكار، ثم يتزود الحاج بالحصى، ثم يقضي ليلته في مزدلفة حتى يصلي الفجر بعد ذلك يتوجه الحاج إلى منى لرمي جمرة العقبة الكبرى.
أعظم أيام الله.. الحج أشهر معلومات
فالحج أشهر معلومات قال تعالى: “الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَّعْلُومَاتٌ ۚ فَمَن فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلَا رَفَثَ وَلَا فُسُوقَ وَلَا جِدَالَ فِي الْحَجِّ ۗ وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللَّهُ ۗ وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَىٰ ۚ وَاتَّقُونِ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ” (البقرة: 197).
وذي الحجة واحد من الأشهر الحرم قال تعالى: “إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِندَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ۚ ذَٰلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ ۚ فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنفُسَكُمْ ۚ وَقَاتِلُوا الْمُشْرِكِينَ كَافَّةً كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَافَّةً ۚ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ” (التوبة: 36)، وفيه يباهي الله الملائكة بالطائعين من خلقه ويعود الإنسان خالٍ من ذنوبه كيوم ولدته أمه.
وهذا فيه إعجاز هائل وعظيم، حيث كللت الجهود التي بذلت بواسطة الثلاثي المؤمن، إبراهيم وهاجر وإسماعيل عليهم السلام بفرض من فروض الإسلام، وهو فريضة الحج.
الدكتور عبدالخالق حسن يونس، أستاذ الجلدية والتناسلية والذكورة بكلية الطب بجامعة الأزهر