الله يحتفل بميلاد النبي في سورة الفيل (5)
في سورة الفيل كان تأكيد قدرة الله سبحانه وتعالى، في تدمير كل من يحاول إهانة بيته الحرام أو التطاول عليه أو هدمه، وكان هذا إكرامًا واحتفالًا واحتفاءً بمولده صلى الله عليه وسلم.
لكن هل أتت الطيور والحجارة من الأرض أو من السماء أو من جهنم، فالسورة الكريمة لم تجب على مكان هذه الطيور أو الحجارة التي كانت تحملها ولكنها أثبتت وقوع معركة بين طيور الأبابيل وجيش أبرهة، والتي تم فيها تدمير جيش وحماية الكعبة المشرفة، وكان هذا إكرامًا واحتفالًا واحتفاءً بمولده صلى الله عليه وسلم.
وهناك الكثير من أوجه الإعجاز، في أمر هذه الطيور الضعيفة، والحجارة الصغيرة، التي كانت تحملها، والتي كانت الأدوات البسيطة، التي هزم بها جيش عرمرم مثل جيش أبرهة الحبشي، وكان هذا إكرامًا واحتفالًا واحتفاءً بمولده صلى الله عليه وسلم.
المعجزة في سورة الفيل
فالمعجزة في أن تكون الطيور من الأرض، وذهبت إلى النار لتحمل حجارة من نار، وفي قدوم هذه الطيور من جهنم أو ذاهبة إليها لتحضر هذه الحجارة المعلمة بأسماء الجنود وفي حمل هذه الطيور حجارة من نار.
والمعجزة في أن الطيور والحجارة أصلهم من نار، أو أن تكون الطيور والحجارة من الأرض ولكنها تحولت إلى نار، والمعجزة أيضًا في أن تصل هذه الطيور إلى جهنم أو تخرج من جهنم إلى الدنيا للقضاء على أبرهة وجيشه التي أتت بها من النار.
وكانت النتيجة أن أحاطت الطيور الأبابيل من كل مكان، وبسرعة البرق الخاطف، وفي لحظات جنود أبرهة، فتم تدمير جيشه عن بكرة أبيه، بعد أن جعلت الجيش يعيش، في جو من الخوف والرعب والهلع الشديد.
خاصة بعد أن شاهد بأم عينيه تلك المطاردة القوية والعنيفة، التي قامت بها أسراب من طيور الأبابيل، تلك الأسراب العاقلة والفاهمة لحجم المهمة الملقاة على عاتقها، فأتمتها على أحسن وجه.
امتثالًا لأمر الله سبحانه وتعالى، وحماية بيته الحرام، فقال تعالى: “فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَأْكُولٍ”.
والعصف هو ورق الشجر، فبعض الحيوانات تأكل الورقة كلها، أمَّا الورقة التي تأكلها الدودة، فتجد فيه ثقوب كثيرة، ولكن الورقة ما زالت باقية.
الدكتور عبدالخالق حسن يونس، أستاذ الجلدية والتناسلية والذكورة بكلية الطب بجامعة الأزهر