ميلاد النبي.. نقطة اتفاق أم اختلاف أم انطلاق؟ “2”
بالرغم من تقديم الإسلام، علاج شافي وناجع لكل الأمراض الأخلاقية، التي تعاني منها البشرية منذ خلق آدم عليه السلام، مع تقديم روشتة ووصفة طبية مفصلة للعلاج، إلَّا أن الأمراض الأخلاقية بشكل عام، والأمراض الصحية المنبثقة عن هذه الأخلاق بشكل خاص، ما زالت تنتشر بين البشر، انتشار النار في الهشيم.
وبالرغم من التحذيرات العديدة والمتكررة من سوء الأخلاق في حياة الرسول صلى الله عليه وسلم، قولًا وفعلًا وتقريرًا (23 سنة)، ومحاربتها في عهد الخلفاء الراشدين (27 سنة)، إلا أن حدتها كانت بين صعود وهبوط في الحكم العضوض (1350 سنة )، والحكم الجبري (95 سنة)، وحتى اليوم.
وبالرغم من كل ذلك، ما زال انحراف الأمة قائم على قدم وساق بعد أن عادوا من جديد إلى قيم وأخلاق الجاهلية بل والإنسانية عوضًا عن الإسلام، في غياب الصدق والأمانة والمساواة والشفافية والإخلاص والنزاهة واحترام الكبير وتقدير الصغير وغياب الحقد والكراهية والأنانية التي طردت الشيطان من رحمة ربه.
علاج شافي وناجع.. ضرورة التحلي بمكارم الأخلاق
فقد نهي الله سبحانه وتعالى، والرسول صلى الله عليه وسلم، عن الفساد في الأرض فهل التزم المسلمون بذلك؟ ونهى الله سبحانه وتعالى والرسول صلى الله عليه وسلم عن القتل، فهل التزم المسلمون بذلك؟ و نهى الله سبحانه وتعالى، والرسول صلى الله عليه وسلم، عن العنف، فهل التزم المسلمون بذلك؟
ونهى عن كل الأمراض الأخلاقية التي أصيبت بها الأمة الإسلامية والمنتشرة، في أبنائها انتشار النار في الهشيم، والذين يدَّعون كذبًا الانتماء إلى الإسلام
فهل امتنع المسلم عن الكذب والغش والخداع والسرقة وكل الأمراض الأخلاقية التي نهى عنها الإسلام أم أنهم فجروا فيها وازدادو انحرافًا، ثم يدعي كذبًا أنه ملتزم بقيم وأخلاق الإسلام في الظاهر لكن الباطن كله نفاق.
ومن أجل ذلك فإن الدعوة إلى الاحتفال والاحتفاء، بمولده هدفها العودة، إلى قيم الأخلاق النبيلة، التي من أجلها كانت دعوة الإسلام، لكن لماذا وصل المسلمين، إلى هذا المستوى، لسبب واحد وهو عدم اليقين بالآخرة والذي يخرجهم في نهاية المطاف من الإسلام، لأن الإيمان بالآخرة أحد أهم ركائز الإيمان بالله ورسوله.
الدكتور عبدالخالق حسن يونس، أستاذ الجلدية والتناسلية والذكورة بكلية الطب بجامعة الأزهر