(31) الإسلام… في ميلاد الرسول
فما بالك بدورة حياة المخلفات الناتجة، من دورة حياة الكون ودورة حياة الإنسان ومختلف الكائنات، التي تدور في نفس مستوى المدارات فلا مخلفات، إنَّما إعادة تدوير ذاتي لهذه المخلفات، كي تصبح جزء حيوي من مكونات الكون ومكونات الإنسان في سلسلة متصلة الحلقات، في نهاية المطاف لا توجد مخلفات، إنَّما إعادة تدوير للمواد الأولية التي تتحكم في وجود الكون ووجود الإنسان.
هذا التدوير الذاتي للمواد الأولية للمخلفات، تجعل كل مكوناتها تذهب إلى أماكنها الطبيعية دون خلل في المنظومة التي تدير الكون والإنسان، على مستوى الجسيمات الأولية داخل ذرة، وعلى مستوى الذرات داخل جزيئات المادة وداخل خلايا الإنسان.
دورة حياة الكون
فكل جسيم أولي يعرف المكان، الذي سوف يذهب إليه داخل الذرة، وكل ذرة تعرف المكان الذي سوف تذهب إليه داخل الخلايا والجزيئات، فذرة الهيروجين غير ذرة الأكسجين غير ذرة الكربون، غير ذرة الحديد، غير ذرة النحاس وهكذا، وكل منها يكون المواد الأولية للجزيئات التي تكون المواد والخلايا.
فمن الذي وجَّه هذه المكونات الدقيقة، على مستوى الفيمتو ثانية أو النانو ثانية، زمانًا ومكانًا، ليس ذلك وحسب إنما تكون في نهاية المطاف، مركبات كيميائية تدير نفسها بنفسها بشكل ذاتي، وتتغيّر وتتبدل حسب حاجة المكان الموجوة فيه والزمان المخلوقة فيه.
فهي تقوم بصيانة ذاتية لنفسها، امتثالًا لأمر الله واستسلامًا لإرادته، وهو ما يعني في نهاية المطاف، أن هذه الجسيمات الأولية في بنية الذرة، والذرة والجزيئات الأولية للمواد، تدور في إطار الإسلام، والذي لولاها لانهارت البنية الأساسية في الكون والإنسان، ومعها يختفي الكون والإنسان.
وهذا فيه إعجاز هائل وعظيم، أن تكون مسارات الجسيمات الأولية والذرة داخل الجزيئات الأولية للمواد تدور في إطار الإسلام.
الدكتور عبدالخالق حسن يونس، أستاذ الجلدية والتناسلية والذكورة بكلية الطب بجامعة الأزهر