(37) الإسلام… في ميلاد الرسول
النُسخة الثالثة، لها مسارات عديدة في الكون وتحمل بصمة صاحبها وتجمع له الكثير من الحسنات والكثير من السيئات كلًا حسب عمله في الحياة، حيث تمثل هذه النسخة مخزن مادي واحتياطي استيراتيجي، يمكن الكون من الاكتفاء الذاتي أيًّا كانت متطلباته وحاجاته، حتى بعد وفاة صاحبها.
واللافت للنظر أيضًا في النسخة الثالثة، أنها تحمل بصمة الإنسان في خلاياه وأنسجته وأعضاءه وأجهزته، والتي تعبر عنه ولا تتغيّر بتغيّر العمر، وهذا يشمل أيضًا مكونات النسخة وما فيها من بروتين ونشويات ودهون وأملاح معدنية وفيتامينات وهيدروجين وأكسجين، التي تحمل بصمة صاحبها، فتدور في الكون ويدورها حسب احتياجاته، حتى بعد وفاة الإنسان.
وهذا معناه أن الكون والإنسان وسائر المخلوقات، يمتلكون كل حاجاتهم واحتيجاتهم الذاتية في الحياة في داخل مكوناتهم ومكنونات ذراتهم، والتي تكفي لإدارة الكون وما فيه بشكل ذاتي وتلقائي، دون تدخل من أحد إلى قيام الساعة، وهذا معناه أن هناك اكتفاء ذاتي في كل متطلبات الحياة داخل الكون ومكوناته.
مسارات عديدة في الكون
وفي نفس الوقت فإن الطاقة المنبعثة من خلايا الإنسان ومواده الأولية، تذهب إلى الأرض فتخصبها وتذهب إلى السماء فتنزل الماء، الذي يروي الأرض فتنبت به الأشجار وتطعم الحيوانات والطيور والحشرات والنباتات والجمادات والكائنات الدقيقة من الميكروبات والفيروسات والفطريات والطفيليات في عمل رائع، وفي سلسلة متصلة الحلقات تحمل بصمة الإنسان في نهاية المطاف.
وفي نفس الوقت تمد الكون بالطاقة اللازمة لبقائه والتي تمنعه من الفناء في صيانة ذاتية طبقًا لأمر الله واستسلامها وخضوعها لهذه الأمور وفي طياتها الإسلام الذي لولاه ما بقيت أرض ولا سماء ولا مخلوقات.
وهذا فيه إعجاز هائل وعظيم، فالكون لا يزيد ولا ينقص وبه كل أسباب بقائه، وكفايته الذاتية إلى قيام الساعة من خلال النسخة الثالثة، ومشاركة فعالة من النسختين الأولى والثانية، في إطار الإسلام.
الدكتور عبدالخالق حسن يونس، أستاذ الجلدية والتناسلية والذكورة بكلية الطب بجامعة الأزهر