(56) الإسلام… في ميلاد الرسول
تمثل مملكة النباتات أحد أهم ركائز الحياة الأربعة على الأرض، واللازمة والضرورية لبقاء الحياة ووجودها، في الإنسان والحيوان والنبات والجماد، وهي موجودة بشكل تكاملي بحيث يخدم فيها الأدنى الأعلى منه.
فالجماد يخدم النبات، والنبات يخدم الحيوان، والحيوان يخدم الإنسان، وجميع المخلوقات تسجد لله، بشكل ذاتي وتلقائي، امتثالًا لأمر الله واستسلامًا لإرادته في إطار الإسلام.
قال تعالى: “أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَسْجُدُ لَهُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَمَن فِي الْأَرْضِ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ وَالنُّجُومُ وَالْجِبَالُ وَالشَّجَرُ وَالدَّوَابُّ وَكَثِيرٌ مِّنَ النَّاسِ ۖ وَكَثِيرٌ حَقَّ عليهِ الْعَذَابُ ۗ وَمَن يُهِنِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِن مُّكْرِمٍ ۚ إِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ” (الحج: 18).
والنباتات لها أسماء مختلفة، وهي مخلوقة من خلايا حية لا تتحرك في الظاهر، لكن كلها حركة في الباطن على مستوى الذرات، وتقوم بعملية التمثيل الضوئي، لاحتوائها على مواد خضراء متعلقة بأشعة الشمس تسمى البلاستيدات، جذورها خلوية ومركبة من مادة السيليلوز، تعيش على الأرض في بيئات مختلفة في اليابسة وفي الماء العذب والمالح، امتثالًا لأمر الله واستسلامًا لإرادته في إطار الإسلام.
قال تعالى: “وَهُوَ الَّذِي أَنزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ نَبَاتَ كُلِّ شَيْءٍ فَأَخْرَجْنَا مِنْهُ خَضِرًا نُّخْرِجُ مِنْهُ حَبًّا مُّتَرَاكِبًا وَمِنَ النَّخْلِ مِن طَلْعِهَا قِنْوَانٌ دَانِيَةٌ وَجَنَّاتٍ مِّنْ أَعْنَابٍ وَالزَّيْتُونَ وَالرُّمَّانَ مُشْتَبِهًا وَغَيْرَ مُتَشَابِهٍ ۗ انظُرُوا إِلَىٰ ثَمَرِهِ إِذَا أَثْمَرَ وَيَنْعِهِ ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكُمْ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ” (الأنعام: 99).
مملكة النباتات أحد أهم ركائز الحياة
والمواد الصلبة المكونة لهيكل النبات، ناتجة من عملية التمثيل الضوئي، في وجود الطاقة الناتجة من أشعة الشمس، كي تقوم بتحويل ثاني أكسيد الكربون في الهواء إلى سكريات بسيطة، والتي تستخدم في بناء العنصر الرئيسي المكون للأشكال المختلف للنبات، مثل البقل والقثاء والفول والعدس والبصل، طعام أهل مصر، بشكل ذاتي وتلقائي، امتثالًا لأمر الله واستسلامًا لإرادته في إطار الإسلام.
قال تعالى: “وَإِذْ قُلْتُمْ يَا مُوسَىٰ لَنْ نَصْبِرَ عَلَىٰ طَعَامٍ وَاحِدٍ فَادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُخْرِجْ لَنَا مِمَّا تُنْبِتُ الْأَرْضُ مِنْ بَقْلِهَا وَقِثَّائِهَا وَفُومِهَا وَعَدَسِهَا وَبَصَلِهَا ۖ قَالَ أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنَىٰ بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ ۚ اهْبِطُوا مِصْرًا فَإِنَّ لَكُمْ مَا سَأَلْتُمْ ۗ وَضُرِبَتْ علىهِمُ الذِّلَّةُ وَالْمَسْكَنَةُ وَبَاءُوا بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ ۗ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُوا يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ الْحَقِّ ۗ ذَٰلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ” (البقرة: 61).
وهذا فيه إعجاز هائل وعظيم، أن يكون طعام أهل مصر في هذه النباتات القرآنية، في البقل والقثاء والفول والعدس والبصل، الذي يمثل العمود الفقري في غذاء المصريين، امتثالًا لأمر الله واستسلامًا لإرادته في إطار الإسلام.
الدكتور عبدالخالق حسن يونس، أستاذ الجلدية والتناسلية والذكورة بكلية الطب بجامعة الأزهر