(91) الإسلام.. في ميلاد الرسول
ومن هنا نجد أن الإسلام يمثل ميزان القوة في العلم، وميزان العلم في القوة، فينبثق عنه السلام و الحكمة، ويقظة الضمير، وتدابيير المصلحة، وغطاء القوة، الذي يدافع عن الحق والعدل ويحميه في كل الأوقات، امتثالًا لأمر الله وإستسلامًا لإرادته في إطار الإسلام.
قال تعالي: (فَإِنْ حَاجُّوكَ فَقُلْ أَسْلَمْتُ وَجْهِيَ لِلَّهِ وَمَنِ اتَّبَعَنِ وَقُل لِّلَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ وَالأُمِّيِّينَ أَأَسْلَمْتُمْ فَإِنْ أَسْلَمُواْ فَقَدِ اهْتَدَوْا وَّإِن تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلاغُ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ (20) (آل عمران)
والإسلام قبل كل هذا وذاك يمثل الرافعة، التي تدير الكون وما فيه من مخلوقات، من الألف إلي الياء، علي مدار اللحظة، بشكل ذاتي وتلقائي، امتثالًا لأمر الله وإستسلامًا لإرادته في إطار الإسلام.
قال تعالي: (أَفَغَيْرَ دِينِ اللَّهِ يَبْغُونَ وَلَهُ أَسْلَمَ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ طَوْعًا وَكَرْهًا وَإِلَيْهِ يُرْجَعُونَ (83) قُلْ آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنزِلَ عَلَيْنَا وَمَا أُنزِلَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَالنَّبِيُّونَ مِن رَّبِّهِمْ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ (84) (آل عمران).
الإسلام يمثل ميزان القوة
ومن هنا نجد أن الإسلام، قد قدم روشتة مجانية للبشرية، قوامها العلم والمعرفة، الذي تتقدم به الأمم والشعوب وتنهض في مجالات الصحة والتعليم، وفن الإداراة، والبحث العلمي، وغيرها من المجالات، في إطار من القيم العالية والأخلاق الرفيعة، التي تعدل ميزان الأمم والشعوب من اليسار واليمين إلي الوسط، دون خلل أو إخلال في ميزان الحق والعدل بين الناس، امتثالًا لأمر الله واستسلامًا لإرادته في إطار الإسلام.
قال تعالي: (وَكَذَٰلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِّتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا (143) (البقرة)
وهذا فيه إعجاز هائل وعظيم، فالإسلام دعى إلي اقتناء العلم والمعرفة وقاعدتهما القيم والأخلاق، وبهما نهضه الإنسان، وتقدم الأمم، وبناء الحضارات، امتثالًا لأمر الله وإستسلامًا لإرادته في إطار الإسلام.
الدكتور عبدالخالق حسن يونس، أستاذ الجلدية والتناسلية والذكورة بكلية الطب بجامعة الأزهر