(2) إشراقات… رمضانية
عوضًا عن الغيب والأمور الباطنة التي لا نعرف عنها شيء يُذكر والموجودة في مكونات الكون المنظور وعلى امتداده الشاسع، بكل ما يحتويه من آيات معجزة والتي تمتد في الإنسان بكل ما يحتويه جسده من مكونات، وما يلف كيانه من أسرار، عَجَزَ العلم عن اكتشاف حقيقتها ولا طبيعة وجودها، حتى غدا الكون والإنسان لغزان محيران لوجود الإنسان فلا نعرف عنهما الشيء القليل إن كان هناك شيء يُقال.
وكل هذا يلفت كل إنسان عاقل إلى بسط النظر في جمال الطبيعة وعظم الصنعة وتقنية خلق هذه الآيات بهذا الشكل المعجز، فلا يتسرب إلى قلبه أدنى شك في أن يكون وراء خلق هذه الآيات البينات خالق عظيم يجب الالتفات إليه والبحث عنه والتفكير في آياته الظاهرة وإمعان النظر في خلق الكون.
الغيب والأمور الباطنة
فما بالك بالأكوان المستورة عنَّا والتي لا نعرف عنها شيء ولم يتطرَّق إليها بشر، لأنَّها غيب مطلق حتى نفهم مقام ربنا ويتعرف كل منَّا على عظم خلقه ومكانته بين مخلوقات الله سبحانه وتعالى باعتباره سيدًا وغيره خدمًا.
فلا ينسى الإنسان خالقه ويذكر دائمًا كل هذه النعم، التي أنعم به عليه ربه ويحمده عليها ويشكره في كل لحظة من لحظات حياته، على أن وهبه الحياة ومن عليه بهذا العطاء ويكفيه روعة خلق الكون بهذا الشكل المعجز، الذي يحفظ عليه حياته وحياة كل المخلوقات التي تخدمه وتقدم له كل فروض الطاعة والولاء عن رضا وطيب خاطر.
فوجود الكون بهذا الشكل المبدع إعجاز ودليل دامغ على قدرة الله ومدى مقدرته في القيام على حماية خلقه جميعًا ورعاية مصالحهم بشكل دائم وفي تقديم كل وسائل الأمن والأمان والراحة، التي تحمي سائر الكائنات الحية وترعاها وتضمن له الطمأنينة والسلامة من كل سوء، فلا يجد أمام عينيه إلا كل ما هو غالٍ ونفيس خلقه الله دون نقص فيه أو زيادة ولا يرى أمام عينيه إلَّا كل جميل يزين الحياة.
الدكتور عبدالخالق حسن يونس، أستاذ الجلدية والتناسلية والذكورة بكلية الطب بجامعة الأزهر