(4) نهر النيل في… الإسلام
في نهاية هذه المقالات، ستقدم حلولًا عقلانية ومنطقية وعملية وعلمية مستنبطة من أرض الواقع الذي يحيط بنهر النيل، بأبعاده السبعة، وتعرض فيه على بساط البحث، كل التساؤلات عن حجم قضية نهر النيل وجريانه على أرض مصر، دون تهويل من المشكلة وخطرها، ودون التقليل من وجودها وآثارها وحجم المخاطر المترتبة عليها، والتي يتعرَّض لها نهر النيل من المنبع والمصب.
مع الأخذ بعين الاعتبار، كل الأدلة العلمية الموثقة المعتمدة على رأي الخبراء وكل الأدلة الدينية المنقولة وكل أبعاد نهر النيل السبعة في البعد العلمي والديني والجغرافي والحضاري والتاريخي والبشري والأخروي، والتي تؤكد حقيقة واحدة مفادها، أن نهر النيل هبة من الله لمصر.
مقالات تقدم حلولًا عقلانية ومنطقية وعملية وعلمية
هدف هذه المقالات، التعريف بمكانة نهر النيل الخالد، عند الله سبحانه وتعالى وفي الكون وفي مصر وعند البشر وتأكيد الحفاظ على جريان نهر النيل من الجنوب في منابعه في بحيرة تانا، إلى الشمال في مصبه في البحر الأبيض المتوسط، مع استفادة جميع الدول الممتدة على طول النهر وعرضه وحوضه من مائه الوفير الذي يكفي قارة إفريقيا ويزيد وينشر خيره العميم دون بخل أو تقطير ودون إفرط أو تبذير، والذي يجب أن يكون في صالح الجميع، دون استئثار أحدًا على أحد بمنافعه اللازمة للحفاظ على الحياة.
بعيدًا عن الأنانية والانتهازية والمصلحة الشخصية والمؤمرات المحلية والإقليمية والدولية، وعدم المضي قدمًا عقب الاستعمار، الذي كان السبب في هذه الكارثة والتي تدعو إلى الصدام والمواجهة بين أبناء النيل، وهو ليس في مصلحة أحد، وستؤدي في نهاية المطاف إلى خسارة وهلاك الجميع، لأنَّ منابع نهر النيل من عند الله من الجنة، فيأمر الله ماءه بالنزول من السماء ويجريه في الأرض حيث يشاء، ويمكن أن يوقف جريانه عند اللزوم وفي لحظات ويمنعه وقتما أراد فتنهار دول المنبع والمصب على حد سواء.
الدكتور عبدالخالق حسن يونس، أستاذ الجلدية والتناسلية والذكورة بكلية الطب بجامعة الأزهر