(8) نهر النيل في… الإسلام
إذا كانت كمية الماء الساقطة على منابع النيل الأبيض والأزرق من مياه الأمطار، تصل إلى أكثر من 2 ترليون متر مكعب من الماء سنويًّا في الحد الأدنى، إلَّا أن كمية الماء التي تدخل، في حوض النيل من المنبع إلى المصب، تصل إلى حوالي 83 مليار متر مكعب (0.04 %).
تحصل مصر منها على 55.5 مليار وتحصل السودان منها على 17 مليار وتحصل دول المنبع الثمانية على 10 مليار، ودول المنبع ليست في حاجة للماء لكثرته، ويفقد من الماء 99.96% من مياه الأمطار الساقطة على منابع النيل في المستنقعات وفي المحيط الأطلسي، بالرغم من أن مصر تعتمد في حياتها على 95% من ماء النيل.
الحفاظ على كمية الماء المهدرة
فالتعاون ضروري وملح بين دول حوض نهر النيل في الاستفادة من 2 تريليون م3 من الماء تذهب إلى المستنقعات والمحيط الأطلنطي، فمن العجيب والغريب والفريد في أفكار المسؤولين عن الماء، أن تخلق مشكلة على 83 مليار م3، بينما الفاقد من نهر النيل في أوغندا وإثيوبيا والسودان ومصر، والمهدر من الماء العذب، يزيد عن 2 تريليون م3 من الماء.
إنه لأمر محزن ومستهجن من طريقة تعامل الأنظمة المائية في مصر والسودان وإثيوبيا والتقاعس عن الحفاظ على هذه الثروة المائية الهائلة والضخمة، والتي من الممكن أن تزرع كل صحاري إفريقيا بمساحتها البالغة 35 مليون كم2، وبدلًا من التعاون على الحفاظ على 2 تريليون م3، يختلفون على 85 مليار م3 في حوض النهر.
وإذا كان نهر النيل يعد أطول أنهار الكرة الأرضية، حيث يبلغ طوله 7586 كم، ينبع في قارة إفريقيا، ويبدأ مساره من المنبع عند بحيرة فيكتوريا بأوغندا، مكون فرع النيل الأبيض الذي يلتقي مع النيل الأزرق القادم من بحيرة تانا، مكونًا نهر النيل في الخرطوم عاصمة السودان.
ويمر نهر النيل، بتسعة دول إفريقية يطلق عليها دول حوض النيل، هي: روندي، رواندا، تنزانيا، كينيا، الكونغو الديمقراطية، أوغندا، إثيوبيا، السودان بشماله وجنوبه، مصر، ثم يدخل مصر من أسوان، وينتهي بفرعي رشيد ودمياط في البحر الأبيض المتوسط بطول 1520 كم.
منابع النيل الأبيض والأزرق
فإن جغرافية نهر النيل من المنبع إلى المصب، على شكل زهرة اللوتس المصرية، وهو اسم هاجر عليها السلام، ومن هنا كان نهر النيل حامل وحامي، وحافظ جغرافية اسم هاجر عليها السلام، في شكله وجوهره، وفي هجرة مائة من المنبع إلى المصب، وله علاقة وطيدة بسعي هاجر عليها السلام بين الصفا والمروة، والتي نتج عنه بئر زمزم ونهره عند البيت الحرام.
نهر النيل في القرآن
ورد ذكر نهر النيل في القرآن الكريم بأفرعه السبعة تصريحًا وتلميحًا، فسماه الله سبحانه وتعالى باليم، وهي كلمة تطلق على البحر لطوله وسعته فكان مثل البحر، بالرغم من أنه نهر يحمل الماء العذب، لكن أطلق عليه اليم، لأنه يأخذ شكل البحر وسعته وماءه العذب من مائه المالح.
قال تعالى: “وَنَادَىٰ فِرْعَوْنُ فِي قَوْمِهِ قَالَ يَا قَوْمِ أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ وَهَٰذِهِ الْأَنْهَارُ تَجْرِي مِن تَحْتِي ۖ أَفَلَا تُبْصِرُونَ” (الزخرف: 51).
الدكتور عبدالخالق حسن يونس، أستاذ الجلدية والتناسلية والذكورة بكلية الطب بجامعة الأزهر