(41) نهر النيل في… الإسلام
من المفارقات الغريبة والعجيبة والفريدة، التي حدثت بين الفراعنة وبني إسرائيل في البيان القرآني، أنه بالرغم من العيشة الطيبة التي عاشها بني إسرائيل في ربوع مصر عامة، وعلى امتداد نهر النيل العظيم في قنطير بالشرقية بشكل خاص في حياة يوسف عليه السلام، الذي دعا أبيه وإخوته للعيش على ضفافه.
إلَّا أن الملاحقات الأمنية طالتهم، فحولت حياتهم إلى كابوس بعد أن رأى الفرعون في منامه، أن طفل من بني إسرائيل سوف يولد ويهدم ملكه، فأمر بقتل كل الأطفال الذكور، ولم ينجوا إلا موسى عليه السلام، فكان لنهر النيل الفضل في حمايته وتأمين حياته وإيصاله إلى قصر الفرعون في قنطير بالشرقية التي كان يعيش فيها موسى مع أمه، ويعيش فيها فرعون في قصره وكانت جزء من مدينة برعمسيس، عاصمة مصر في الشرقية في عصر رمسيس الثاني.
وكما ادعى الفرعون أنه إله وقال عن نفسه “أنا ربكم الأعلى”.
قال تعالى: (هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ مُوسَى (15) إِذْ نَادَاهُ رَبُّهُ بِالْوَادِ الْمُقَدَّسِ طُوًى (16) اذْهَبْ إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى (17) فَقُلْ هَل لَّكَ إِلَى أَن تَزَكَّى (18) وَأَهْدِيَكَ إِلَى رَبِّكَ فَتَخْشَى (19) فَأَرَاهُ الآيَةَ الْكُبْرَى (20) فَكَذَّبَ وَعَصَى (21) ثُمَّ أَدْبَرَ يَسْعَى (22) فَحَشَرَ فَنَادَى (23) فَقَالَ أَنَا رَبُّكُمُ الأَعْلَى (24) فَأَخَذَهُ اللَّهُ نَكَالَ الآخِرَةِ وَالأُولَى (25) إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لِّمَن يَخْشَى) النازعات: 15- 26.
المفارقات الغريبة بين الفراعنة وبني إسرائيل
إذا ببني إسرائيل الذين نجاهم الله من بطش الفرعون، يتبنون نفس النهج الذي تبناه الفرعون ويسيرون في نفس الطريق المهلك والمدمر، الذي سار فيه الفراعنة من البحث عن السلطة والجري وراء جمع المال، وكان الشيطان سبب في طغيانهم وانحرافهم، بعد أن سلكوا مسلك الشيطان مثل الفراعنة، في العلوا والاستكبار والخيرية.
ثم ادعى بني إسرائيل من أتباع عيسى عليه السلام، الذي جاء لإنقاذهم نفس الادعاء، الذي ادعاه فرعون مصر، فقالوا إنَّ الله هو المسيح ابن مريم، فوقعوا في نفس الفخ الذي وقع فيه الفرعون، فكان الفراعنة وبني إسرائيل، هما من ادعوا أن الفرعون إله، وأن عيسى هو الله، فكفر الله الفراعنة، وكفر الله من ادعى بألوهية عيسى، كما كفر الشيطان من قبل.
قال تعالى: (لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ ۖ وَقَالَ الْمَسِيحُ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ ۖ إِنَّهُ مَن يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عليه الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ ۖ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنصَارٍ) المائدة: 72.
الدكتور عبدالخالق حسن يونس، أستاذ الجلدية والتناسلية والذكورة بكلية الطب بجامعة الأزهر