(44) نهر النيل في… الإسلام
الشكل الجغرافي لنهر النيل على شكل نبات زهرة اللوتس المصرية، من المنبع إلى المصب، مما يؤكد أنَّ نهر النيل هبة من الله سبحانه وتعالى لمصر وليس لأحد الحق، في السيطرة والهيمنة عليه أو التحكم في جريان مائة، فساعتها لن يجد أحد ماء ينزل من منابعه في السماء إلى الأرض، ولا في منابع النيل، إذا تم الإضرار بحق مصر في نهر النيل.
لكن هل المقصود بزهرة اللوتس المصرية، النبات الموسمي الذي يظهر في أدبيات الفراعنة، في مختلف حياتهم اليومية، ويظهر مدى اعتزازهم بهذه الزهرة الموسمية الثمينة، التي لها الكثير من الفوائد الصحية والأبعاد الاجتماعية، علاوة على الاعتقاد الفرعوني، في أن لها علاقة خاصة بدورة الخلق في الدنيا، لأنها تعتمد في وجودها على العناصر الأربعة في الخلق “الطين والماء والهواء والنور”.
الشكل الجغرافي لنهر النيل
فإذا كان المقصود بزهرة اللوتس المصرية، تلك الزهرة العطرة بأشكالها البراقة وألوانها الجميلة، الزرقاء والحمراء والبيضاء، والتي تزهر وتتفتح لمدة 5 أيام فقط من الفجر حتى الليل، ثم تبدأ دورة حياة جديدة وتعتبر زهرة مقدسة في حياة المصري القديم، منذ بداية التاريخ المصري القديم، في الألف الثالث قبل الميلاد.
فهي في الأيادي ظاهرة، يمسك بها الفرعوني القديم في جميع المستويات، فيستنشق عبيرها وتوضع فوق رؤوس السيدات للزينة، وترسم زهرة اللوتس المصرية على جدران المعابد، فتزين بها وتزخرف وتعطيها شكلها الجمالي، بل واستخدمها المصري القديم في تصنيع العطور وأدوات الزينة والتجميل والعلاج لاحتوائها على مادة ملونة تقوي الجهاز المناعي ومسكنة ومضادة للتشنج ولها قدرة غريبة على شفاء الالتهابات، فكانت عنوان الخلق عند قدماء المصريين ومصدر علاجي للكثير من الأمراض، فهي تنبت في الطين وسيقانها في الماء وفروعها في الهواء وتكمل دورة حياتها بنور الشمس.
هذا عن زهرة اللوتس النباتية، أمَّا إذا كان المقصود بزهرة اللوتس المصرية، هو الرمز الذي يحمل اسم هاجر عليها السلام في الهيروغليفية، زوجه النبي إبراهيم وأم إسماعيل عليهما السلام، وهي التي منحت إبراهيم عليه السلام، لقب أبو الأنبياء وأعطت إسماعيل عليه السلام، لقب أبو العرب وكانت هاجر عليها السلام هي أم العرب، وجدة محمد صلى الله عليه وسلم، خاتم الأنبياء وسيد المرسلين.
فهذا له معنى آخر وله شأن كبير وميراث عظيم في الدنيا والآخرة، لأنه يربط الأنهار الثلاثة الأساسية في الدنيا والآخرة برباط ديني وثيق، فنهر النيل مربوط بنهر زمزم في الدنيا، بواسطة هاجر عليها السلام، وكلا النهرين النيل وزمزم مربوطين بنهر الكوثر في الآخرة، وهذا يؤكد أهمية البعد الديني المتعلق بجغرافية اسم هاجر عليها السلام وعلاقته بنهر النيل.
الدكتور عبدالخالق حسن يونس، أستاذ الجلدية والتناسلية والذكورة بكلية الطب بجامعة الأزهر