(49) نهر النيل في… الإسلام
إذا كان اسم هاجر في الكتابة الهيروغليفية المصرية القديمة يتكوَّن من مقطعين، المقطع الأول (ها) ومعناها في الهيروغليفية زهرة اللوتس، وهي زهرة مصرية كان لها مكانة كبيرة عند قدماء المصريين وكانت عنوان مصر القديمة، كما ذكر من قبل، ثم المقطع الثاني (جر) ومعناه في الهيروغليفية مصري، فكلمة هاجر عليها السلام، معناها بالهيروعليفية زهرة اللوتس المصرية.
فجغرافية نهر النيل على شكل زهرة اللوتس المصرية من المنبع إلى المصب، فمن المنبع يلتقي فرع النيل الأبيض مع فرع النيل الأزرق، عند مدينة الخرطوم بالسودان على شكل زهرة اللوتس المصرية، وفي المصب ينتهي نهر النيل عند فرعي رشيد ودمياط في البحر الأبيض المتوسط، على شكل زهرة اللوتس المصرية.
فهذه إشارة ضمنية من الله سبحانه وتعالى إلى عمق العلاقة بين البُعد العلمي والبعد الديني والبعد الجغرافي، ومدى انعكاس نهر النيل وأثره على مصر.
وهذا معناه أيضًا، أن نهر النيل هبة من الله لمصر، وأن جغرافية نهر النيل التي تحمل اسم هاجر عليها السلام ببعدها الديني تؤكد هذا المعنى وتزكيه.
الكتابة الهيروغليفية المصرية القديمة
ولكن ما معنى أن يكون اسم هاجر عليها السلام في الهيروغليفية، زهرة اللوتس المصرية؟، وفي نفس الوقت يحمل نهر النيل جغرافية اسم هاجر عليها السلام، هذا معناه أن نهر النيل في بعده الجغرافي، له بعد ديني أيضًا ببصمة مصرية، وهذا معناه أيضًا أن نهر النيل خلق من أجل مصر.
ولكن هذا المد والمدد المصري في شخصية هاجر عليها السلام، والذي يحمل اسمها الفرعوني ومعه جغرافية نهر النيل على شكل زهرة اللوتس المصرية، من المنبع إلى المصب، ينتقل من نهر النيل في مصر من المنبع إلى المصب إلى مكة المكرمة في نهر زمزم.
فتكون هاجر عليها السلام بجهدها وعملها، سببًا في تدفق بئر زمزم ونهره بعد سعيها بين الصفا والمروة، مما يؤكد عمق العلاقة الوطيدة والصلة المباشرة والتوأمة الأصلية بين النهرين، نهر النيل في مصر ونهر زمزم وبئره في مكة المكرمة.
الدكتور عبدالخالق حسن يونس، أستاذ الجلدية والتناسلية والذكورة بكلية الطب بجامعة الأزهر