(25) مصر… في الحج
عاد اليهود إلى سابق عهدهم من جديد، بعد خروجهم من مصر على يد الفرعون، منذ 3 آلاف سنة، فتدور الدائرة مائة وثمانون درجة، وتعود أحداثها إلى نقطة الصفر ويعود اليهود إلى ما كانوا عليه في حياة موسى من الكفر والعصيان، فكانوا سببًا في حدوث كل الحروب العالمية، التي عصفت بالعالم بشكل عام والعرب والمسلمين بشكل خاص، وما زالت رحاها دائرة حتى القرن الحادي والعشرين، حاصدة أرواح عشرات الملايين من البشر، من أجل إقامة دولة لهم، مع أنها ضد إرادة الله.
فليس لهم الحق في إقامة دولة لهم طبقًا للتوراة، قال تعالى: “وَقَطَّعْنَاهُمْ فِي الْأَرْضِ أُمَمًا مِّنْهُمُ الصَّالِحُونَ وَمِنْهُمْ دُونَ ذَٰلِكَ ۖ وَبَلَوْنَاهُم بِالْحَسَنَاتِ وَالسَّيِّئَاتِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ” (الأعراف: 168).
عودة اليهوم إلى سابق عهدهم
وكل هذا من أجل الحفاظ على أمن دولة إسرائيل، وليس من أجل الحفاظ على أمن ومصالح اليهود الذي يقول معظمهم، إن وجود دولة إسرائيل، ضد إرادة الله كما تقول التوراة، ولكن من أجل الهيمنة والسيطرة، مضوا على خطى الفراعنة من جديد خطوة بخطوة.
وبعد 3 آلاف سنة، أصبحت السلطة والمال في أيدي اليهود، أدوات اليهود للسيطرة على العالم، فأقاموا الحكومة الخفية التي تدير العالم من وراء ستارة وتعين الحكام والزعماء بالرشوة والغش والخداع والمحسوبية، وتستخدام المال كأداة للسيطرة على العالم في صناعة الزعماء وخلق رجال الأعمال، وتوجيهه الوجهة التي تخدم مصالحهم وتضيع مصالح الآخرىن.
فاغتنى اليهود غناء فاحش وثراء ليس له نظير ولا مثيل في العالمين، ومن تبعهم من الحكام ورجال الأعمال ونهجوا نهج الفراعنة، بل وتفوقوا عليهم في الهيمنة والسيطرة، فكانت السلطة في يد الفرعون وهامان قائد جيش الفرعون، والمال مع وزير خزانته قارون، نفس الأدوات ونفس الأدوار التي استخدمها الفراعنة.
استخدمها اليهود بحرص وحذر شديد دون الظهور على مسرح الأحداث، والتي تحمل في طياتها كل مظاهر الظلم والطغيان، فهاهم يسقون العالم بشكل عام ومصر بشكل خاص، من نفس الكأس، الذي أذاقه لهم الفراعنة، ولم يتعلموا هم ومناصريهم الدرس من كل الذي فات.
وهذا فيه إعجاز هائل وعظيم، يتحدث عن مسارات الظلم وتبعاته ومآل الظالمين والمظلومين، فبالأمس القريب كان اليهود يفرون من ظلم الفرعون، واليوم يفر العالم من ظلم اليهود.
الدكتور عبدالخالق حسن يونس، أستاذ الجلدية والتناسلية والذكورة بكلية الطب بجامعة الأزهر