(70) مصر… في الحج
تلعب الساعة البيولوجية دور محوري وفعال في حياة البشر، فهي تمثل الترمومتر الحقيقي الذي يقاس به أعمار البشر ودورة حياته في الحياة، من بداية استيقاظه وحتى نومه، وهي بمثابة رمانة الميزان التي تضبط حياة الإنسان واستقراره في الحياة.
ومن هذا المنطلق تُمثل الساعة البيولوجية الحياة، التي يعيشها الإنسان من ولادته وحتى وفاته، ولا يستبعد أن يكون لها دور في الرقابة الذاتية والتحكم في تصرفات الأفراد، لما تملكه من مساحات شاسعة وضخمة يمكن أن تسجل حياة الإنسان بالصوت والصورة والفيديو في توقيتات محددة.
فما بالك بالساعة البيولوجية النورانية، التي تملكها الروح التي تملك الجسد وتبعث فيه الحياة في جميع مراحل حياته أو تسلب منه الحياة عند مماته، لا شك أن قدرات الروح النورانية التخزينية التي تدير الجسد، هائلة وضخمة إذا قورنت بالجسد.
ويمثل الوقت البيولوجي للعمليات البيولوجية المختلفة داخل جسم الإنسان، سلسلة من الخبرات التراكمية التي تمر بها الأحداث المتعلقة بالماضي والحاضر والمستقبل والذي يتمثل في دورة يومية منتظمة من النشاط تتم ملاحظتها في العديد من الكائنات الحية.
دور محوري وفعال في حياة البشر
يتحكم في الساعة البيولوجية جزء من الدماغ يسمى نواة فوق التراكمي (Suprachiasmatic Nucleus) (SCN)، وهي مجموعة من الخلايا في منطقة ما تحت المهاد (Hypothalamus)، والتي تستجيب للإشارات الضوئية والداكنة، من العصب البصري للعين، ينتقل الضوء إلى SCN، مما يشير إلى الساعة الداخلية بأن الوقت قد حان للاستيقاظ.
كشفت دراسة أن الساعة البيولوجية تتغير مع تقدم في السن، وأن الإيقاع اليومي للنشاط الجيني في الدماغ يتغير مع تقدمنا في السن، وتشير إلى أن نوعًا جديدًا من الساعة البيولوجية الداخلية يبدأ في دق عقول كبار السن.
وهذا فيه إعجاز هائل وعظيم، في أن يكون هناك رابط بين الساعة البيولوجية المادية، التي تتحكم فيها الساعة البيولوجية النورانية، فتهبها الحياة وتبعثها فيها عندما يكون هناك حياة، أو تمنع عنها الحياة وتحرمها منها عندما ينتهي عمر الساعة البيولوجية في الحياة.
الدكتور عبدالخالق حسن يونس، أستاذ الجلدية والتناسلية والذكورة بكلية الطب بجامعة الأزهر