(3) الإسلام… في ميلاد الرسول
فهم الغرب على غير الحقيقة والواقع أن الشرق الإسلامي ضعيف ومتهالك ويمكن سب نبيه والاعتداء على مقدساته، دون مقاومة تذكر من أتباعه الذين يربوا عددهم على ملياري نسمة، وهذا في الحقيقة فهم قاصر لمقتضيات الأمور ومسار الأحداث، عند صانعي القرار في الغرب ويُجافي الواقع، ونسي الغرب وأتباعه أو تناسوا، أننا نمتلك قوة خارقة اسمها، الإسلام، الذي لو طبقناه في حياتنا، لحولها إلى جنة وارفة الظلال، كما أنه يضمن لنا العبور الأمن إلى الآخرة.
نفهم أن الغرب تآمر على الشرق الإسلامي وما زال، على مدار أكثر من ألف سنة، ليس من أجل نشر الفوضى الخلاقة في ربوعه وحسب، أو منعه من استغلال خيراته التي تملأ أرضه عن آخرها، وتحل مشاكله في لحظة واحدة من الزمن، لتعود بالنفع والرخاء على شعوبه، ولكن من أجل تحويله إلى سوق استهلاكي كبير لمنتجاته، بعد أن تمَّ تحييد الصناعة في أرضه بواسطة أتباعه من الطابور الخامس.
الشرق الإسلامي ضعيف ومتهالك
وفي نفس الوقت، نفهم أن الهدف من هذه الحرب الشعواء على العالم الإسلامي، تتمحور حول منعه من التقدم والازدهار بعد أن نجح الغرب في توزيع ثروات الشرق ومقدراته وخيراته، على بضعة أشخاص وقلة قليلة يملكون السلطة والمال، ويديرون البلاد لحساب أهواء الغرب الاستعماري.
وكل هذا مكنهم من إدخال العالم الإسلامي، في أتون حروب بالوكالة محلية وإقليمية ودولية، وسعى الغرب وما زال إلى إشعال الحروب الأهلية داخل الدولة الواحدة بعد تقسيم المجتمعات إلى طوائف من أجل أضعافها، ولم يكتفِ بذلك بل خلق معارك حدودية وهمية بين دوله من أجل السيطرة عليها، وإدخالها في نزاعات وصراعات وحروب عالمية على مستوى القارات.
وكل هذا ليس نابع من لؤم الغرب وخداعه للشرق، من أجل السيطرة عليه والهيمنة على مقدراته، وسرقة أمواله التي تحول أبناء الغرب –بالرغم من ضعف إمكانياتهم العقلية وقدراتهم العلمية- إلى علماء وخبراء، وفي نفس الوقت تحول أبناء الشرق إلى فقراء لا يملكون ثمن رغيف الخبز الحاف.
إنما كان الهدف وما زال وسيظل هو الإسلام، الذي يمثل العائق الأول والأخير أمام الغرب، في فرض هيمنته الكاملة على الشرق، وسيطرته على مراكز النفوذ وموقعه المتميز بين قارات العالم، في بحاره ومحيطاته وأنهاره، وفي أبعاده الخمسة الجغرافي والتاريخي والديني والحضاري والبشري، وسيطرته على مصادر الطاقة والغاز والمعادن الثمينة، وغيرها من الخيرات.
وهذا فيه إعجاز هائل وعظيم، في أن يظل الإسلام هو حائط الصد الأول والأخير، ضد أطماع الغرب في الشرق، فهو بمثابة التطعيم والفاكسين، ضد كل أمراض الحقد والكراهية التي يكنها الغرب وكل أدواته في الشرق على الإسلام وأهله.
الدكتور عبدالخالق حسن يونس، أستاذ الجلدية والتناسلية والذكورة بكلية الطب بجامعة الأزهر