(8) الإسراء والمعراج… معجزة إلهية
بداية الرحلة الليلية كانت من المسجد الحرام ورافقه فيها جبريل عليه السلام والبراق الذي يُمثل وسيلة الانتقال في هذه الرحلة بمواصفات الملأ الأعلى وسرعته لا يعلمها إلا الله سبحانه وتعالى، ولكنه يبدو من اسمه أنَّه أسرع من البرق الخاطف بالتعبير البشري فما بالك بتعبيرات الملأ الأعلى والتي تقف خلفها قوة الله سبحانه وتعالى.
ما يعني أن البراق يستطيع أن يتخطى الحجب في لحظات بمواصفات الملأ الأعلى فينقل محمد صلى الله عليه وسلم في حراسة جبريل عليه السلام من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى مرورًا بالمدينة المنورة والطور حيث صلى في كل منهما ركعتين قبل فرض الصلوات الخمسة إعلان من الله سبحانه وتعالى بحيازة الإسلام للمسجد في المدينة المنورة والتي أصبح فيها مستقر رسول الإسلام وحيازة مصر وفي مركزها طور سيناء الذي تجلى فيه الله سبحانه وتعالى عليه بوجهه الكريم.
وهذا فيه إعجاز هائل، فالحق سبحانه وتعالى يلفت أنظارنا إلى أنه سيوجد بين المسجد الحرام والمسجد الأقصى مسجدٌ آخر وقد كان فيما بعد مسجد رسول الله صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّم، في المدينة المنورة، والذي بني بعد الهجرة وأصبح ثاني الحرمين الشريفين.
بداية الرحلة الليلية كانت من المسجد الحرام
ومن مكة والمدينة والطور وصلت رحلة الإسراء الأرضية إلى القدس وهناك المسجد الأقصى أحد أكبر المساجد الثلاثة التي يشد المسلمون إليها الرحال وهو أول القبلتين في الإسلام وثالث الحرمين الشريفين وفي الروايات يقع المسجد الأقصى، داخل البلدة القديمة بالقدس في فلسطين وتبلغ مساحته قرابة 144,000 متر مربع، ويشمل على قبة الصخرة والمسجد القبلي والمصلى المرواني وعدة معالم أخرى يصل عددها إلى 200 معلم، ويقع المسجد الأقصى فوق هضبة صغيرة، وتعد الصخرة أعلى نقطة فيه وتقع في قلبه ويقع في أقصى الزاوية الجنوبية الشرقية من البلدة القديمة.
الدكتور عبدالخالق حسن يونس، أستاذ الجلدية والتناسلية والذكورة بكلية الطب بجامعة الأزهر