(9) الإسراء والمعراج… معجزة إلهية
سُمي بيت المقدس لطهارته وبركته، ذكره محمد صلى الله عليه وسلم ليلة الإسراء والمعراج باسمه بيت المقدس وهو الاسم المعروف به فقال: “ثم دخلت أنا وجبريل عليه السلام بيت المقدس فصلى كل واحد منا ركعتين”، وسماه الله سبحانه وتعالى المسجد الأقصى في القرآن الكريم لبعده عن البيت الحرام في مكة المكرمة وتوسط المسجد النبوي بينهما والذي سمي بالمسجد القصي.
واتفق المؤرخون على أن المسجد الأقصى هو كل ما هو داخل سور المسجد ويشمل الساحات الواسعة والجامع القبلي وقبة الصخرة والمصلى المرواني والأروقة والقباب والمصاطب وأسبلة الماء والحدائق وتحت أرض المسجد وفوق الأرض وكل المعالم الخاصة به وعلى أسواره المآذن والمسجد كله غير مسقّف سوى بناء قبة الصخرة والمصلى القبلي الجامع، وفيه مضاعفة ثواب الصلاة للركعة الواحدة بخمسمائة.
موعد بناء المسجد الأقصى
بني المسجد الأقصى بعد المسجد الحرام بأربعين سنة بنته الملائكة أو آدم عليه السلام، فعن أبي ذر أنه قال: “قلت: يا رسول الله، أي مسجد وضع في الأرض أول؟ قال: المسجد الحرام قلت: ثم أي؟ قال: المسجد الأقصى، قلت: كم بينهما؟ قال: أربعون سنة” رواه مسلم
سجل التاريخ، عن أن أول مجموعة من البشر سكنت مدينة القدس هم العرب الكنعانيون 1500– 3000 ق. م، فبنوا مدينة القدس وسموها أورشليم أو مدينة السلام ثم هاجر إبراهيم عليه السلام إلى مدينة القدس، وعمّر المسجد الأقصي وصلّى فيه ومن بعده ابنه إسحق وحفيده يعقوب عليهم السلام ثم أصبحت تحت حكم الفراعنة 1550 – 1000 ق.م، ثم استولى عليها العرب العمالقة ثم فتحها النبي داوود ومعه بنو إسرائيل عام 995 ق.م، فوّسع المدينة وعمّر المسجد الأقصى ثم استلم الحكم ابنه سليمان من بعده فعمّر المسجد وجدّده مرة أخرى.
وروى عبد الله ابن عمرو بن العاص، أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: “لمَّا فرغ سُليمانُ بنُ داودَ عليهما السَّلامُ من بناءِ بيتِ المقدسِ سأل اللهَ عزَّ وجلَّ ثلاثًا، أن يُؤتيَه حُكمًا يُصادِفُ حُكمَه، ومُلكًا لا ينبغي لأحدٍ من بعدِه، وأنَّه لا يأتي هذا المسجدَ أحدٌ لا يُريدُ إلَّا الصَّلاةَ فيه إلَّا خرج من ذنوبِه كيومِ ولدَتْه أمُّه، فقال: “أما اثنتيْن فقد أُعْطِيهما وأرجو أن يكونَ قد أُعْطِي الثَّالثةَ” ابن ماجه
الاسم المعروف لبيت المقدس
وهذا معناه أن نبي الله سليمان عليه السلام، قد جدَّد بيت المقدس والمسجد الأقصى كما فعل أجداده إبراهيم وإسحاق ويعقوب عليهم الصلاة والسلام، وكما فعل أبيه دواد عليه السلام ولم يبني هيكل كما يدعي اليهود الصهاينة وبوفاة نبي الله سليمان انتهى حكم بني إسرائيل الذي دام 80 عامًا.
ثم عمر بيت المقدس آل عمران وهم عمران وزوجته وابنتيهما مريم وابنها عيسي عليه السلام وزكريا وزوجته وابنهما يحيى عليهما السلام، وكان عمران قائم على خدمة بيت المقدس، وخطب فيه زكريا ويحيى وعيسى عليهم السلام، كما أن عيسى بن مريم أنكر على بني إسرائيل انحرافهم عن عبادة الله تعالى داخل المسجد الأقصى وتحويلهم إياه إلى مكان للبيع والشراء.
الدكتور عبدالخالق حسن يونس، أستاذ الجلدية والتناسلية والذكورة بكلية الطب بجامعة الأزهر