(13) الإسراء والمعراج… معجزة إلهية
تمكن العلماء من تصميم مركبات فضائية تجوب الفضاء بسرعة خارقة للوصول إلى المجرات تصل إلى 60 ألف كم/ ث، فإذا كان هذا حال البشر في تنظيم الرحلات إلى الفضاء وعبر الكواكب والنجوم والمجرات، بعد أن تمكن العلماء من استدعاء العلم المخزون في جنبات الكون واستنباط المعادلات الفيزيائية التي تمكن البشر من ارتياد الفضاء ومعرفة ما يدور في الكون من حولهم من أسرار.
فما بالك برب البشرة خالق الأرض والسماوات وخالق الإنسان الذي وهبه العلم وأعطاه المعرفة وخلق في جنبات الكون ما يؤهل البشر لارتياد الفضاء عندما يجهز رحلة عابرة إلى الملأ الأعلى لخاتم الأنبياء وسيد المرسلين محمد صلى الله عليه وسلم إلى درجة أنه شعر معها أنها رحلة ولا في الأحلام، مصداقًا لقوله تعالى: “وَمَا جَعَلْنَا الرُّؤْيَا الَّتِي أَرَيْنَاكَ إِلا فِتْنَةً لِلنَّاسِ” (الإسراء: 60).
تنظيم الرحلات إلى الفضاء
لأن ما رآه في هذه الرحلة المباركة من فيوضات الرحمن واقع رآه بالعين المجردة في عين اليقين بعد أن كان في علم اليقين ثم أصبح يعايشه في حق اليقين وبالرغم من هذا اليقين المركب في علم وعين وحق، إلا أنه لا يمكن لأحد من البشر أن يتصوَّر في أن ما رآه محمد صلى الله عليه وسلم واقعًا يقينيًّا لا يمكن أن يرى ولو في الأحلام.
وهذا معناه أيضًا، أن ما رآه الرسول في هذه الرحلة المباركة، شيء مذهل يتخطى كل تصور يمكن أن يتصوره إنسان حتى في أحلامه، فإذا هو حقيقة واقعة على أرض الواقع مع محمد صلى الله عليه وسلم وأيدته في ذلك آيات قرآنية في سورة سميت باسم الرحلة الأرضية وهي سورة الإسراء.
وأكدت سورة النجم التي تحدثت فيه عن المعراج وحكاه الصادق الصدوق صاحب الإسراء والمعراج محمد صلى الله عليه وسلم عن رؤية ربه بمادية جسده في قلبه وعقله عوضًا عن نورانية روحه التي تملك فؤاده وقلبه ومادية جسده فرأى ربه بنفسه في جسده وروحه، مصداقًا لقوله تعالى: “مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَىٰ” (النجم: 11).
الدكتور عبدالخالق حسن يونس، أستاذ الجلدية والتناسلية والذكورة بكلية الطب بجامعة الأزهر