(21) الإسراء والمعراج… معجزة إلهية
من عجائب ما رأى محمد صلى الله عليه وسلم في المعراج في السماء السابعة من آيات ربه الكبرى، كما جاء في الروايات المتواترة رؤية جبريل عليه السلام على حقيقته وله ستمائة جناح في المعراج، مصداقًا لقوله تعالى: “وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَىٰ (13) عِندَ سِدْرَةِ الْمُنتَهَىٰ (14) عِندَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَىٰ (15) إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ مَا يَغْشَىٰ (16) مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَىٰ (17) لَقَدْ رَأَىٰ مِنْ آيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَىٰ” (النجم: 13- 18).
مثل ما رآه في الإسراء كما جاء في سورة النجم، مصداقًا لقوله تعالى: “وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَىٰ (1) مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَىٰ (2) وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَىٰ (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَىٰ (4) عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَىٰ (5) ذُو مِرَّةٍ فَاسْتَوَىٰ (6) وَهُوَ بِالْأُفُقِ الْأَعْلَىٰ (7) ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّىٰ (8) فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَىٰ (9) فَأَوْحَىٰ إِلَىٰ عَبْدِهِ مَا أَوْحَىٰ (10) مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَىٰ” (النجم: 1- 11).
رؤية جبريل عليه السلام
ولكن هل رأى محمد صلى الله عليه وسلم ربه؟ أم أنه رأى جبريل عليه السلام في رحلة الإسراء والمعراج، الواضح أن رسول الله رأى جبريل عليه السلام كثيرًا على الأرض على مدار ثلاثة وعشرون عامًا نزل بها بالقرآن الكريم من الملأ الأعلى، فليس من الغريب أو العجيب أن يرى محمد صلى الله عليه وسلم جبريل عليه السلام، رأي العين في رحلة الإسراء والمعراج.
فالإسراء والمعراج كانت دعوة من الله سبحانه وتعالى، وكان المدعو إليها محمد صلى الله عليه وسلم، وحامل الدعوة جبريل عليه السلام من الله سبحانه وتعالى إلى محمد صلى الله عليه وسلم، فالحديث لا يكون عن رؤية محمد صلى الله عليه وسلم لجبريل عليه السلام وإنما من المفترض أن ينصب الحديث على رؤية محمد صلى الله عليه وسلم لربه الله سبحانه وتعالى.
الدكتور عبدالخالق حسن يونس، أستاذ الجلدية والتناسلية والذكورة بكلية الطب بجامعة الأزهر