(24) الإسراء والمعراج… معجزة إلهية
هذه معجزة كبرى من معجزات الإسراء والمعراج والتي نفهم من خلالها أن الزيارة السريعة والخاطفة للدنيا حتى لو كانت مائة عام، لا تسوى شيء في عمر الأرض ولا الكون وأن هذه الرحلة العابرة كلها إسراء بالجسد ومعراج بالروح حتى ولم يكن الإنسان مسلم أو يصلي الصلوات الخمسة.
وإذا كانت الصلوات الخمسة فيها إسراء ومعراج وأن كل ما يتعلق بالصلاة والاستعداد لها فيه إسراء ومعراج من استنجاء ووضوء وأذان وإقامة وصلاة والبقاء في المصلى قبل وبعد الصلاة بالذكر أو قراءة القرآن الكريم كلها إسراء بالجسد ومعراج بالروح.
فإن أركان الإسلام الخمسة موجودة في الصلاة وهذا معناه أن شهادة أن لا اله إلا الله وأن محمد رسول الله وإيتاء الزكاة وصيام رمضان وحج البيت من استطاع إليه سبيلًا إسراء بالجسد ومعراج بالروح، مثلها مثل الصلاة.
وما ينطبق على أركان الإسلام الخمسة ينطبق على العقيدة والتي تتضمن الإيمان بوحدانية الله سبحانه وتعالى ووحدة الرسالات وأن محمد صلى الله عليه وسلم خاتم الأنبياء والمرسلين، بعدها تتحول العقيدة من عقيدة في القلب خاصة بالإنسان إلى أركان يدلل عليها وينقلها واقع عملي في حياته العملية وعندما يحولها إلى واقع في حياة الناس تسمى معاملات وكل هذه الدوائر الثلاثة في العقيدة والعبادة والمعاملات فيها إسراء بالجسد ومعراج بالروح في كل لحظة يعيشها الإنسان في الحياة.
معجزة كبرى من معجزات الإسراء والمعراج
وهذا معناه أن محور حياة الإنسان في الحياة منذ ولادته وحتى وفاته قائم على رحلة الإسراء والمعراج في جسده وروحه وفي نفس الوقت يقضي على فكر المكذبين برحلة الإسراء والمعراج والقائلين بأنها بالروح دون الجسد وهذا معناه جهلهم بعلاقة الروح بالجسد التي هي مناط حياة الإنسان في الدنيا الذي يعيش فيها بجسده وروحه، فلا يستطيع أن يعيش بجسده فقط ولا بروحه فقط وإنما حياته متعلقة بالروح والجسد.
الدكتور عبدالخالق حسن يونس، أستاذ الجلدية والتناسلية والذكورة بكلية الطب بجامعة الأزهر