(14) إشراقات… رمضانية
الماء كان سببًا في ظهور حضارات وانهيار أخرى وتقدم أمم وتخلف أخرى، لأنَّه عنوان التقدم والرخاء وقلة الماء عنوان للفقر والجوع والحرمان، فلا تقدم دون وفرة في الإنتاج الزراعي ولا وفرة في الإنتاج الزراعي في قلة ونضوب الماء، لذلك يعتبر الماء معيار تقدم الشعوب أو تخلفها في كل مجال.
فهل يستطيع أحد من البشر الصبر على نقص الماء أو يستغني عنه؟.. وهل للبشر قيمة دون وجود الماء؟
ثم من الذي جعل ذرتي الهيدروجين وذرة من الأكسجين، تجتمعان معًا لتكون سائل شفاف عديم اللون والطعم والرائحة، فيتحوَّل من حالته السائلة إلى الصلبة في صورة ثلج أو بخار فيكون الغمام والسحاب ثم يتساقط على هيئة ماء نقي يحفظ حياته نظيفة.
وإلَّا سوف يكره نفسه وحياته من سوء حاله وقذارته، فكل ذلك ليس دليلًا على وجود الله الذي جعل من الماء كل شيء؟.. فلا حياة ولا معاش ولا موت دونه.
وكما قلت من قبل عن الهواء، فأنت مطالب بدفع فاتورة استغلالك للماء ونقاوته ووصوله إليك خاليًّا من الشوائب التي تلوثها بمخلفاتك وسوف تحاسب عليه حسابًا عسيرًا، إن لم تشكر ربك وتحمده على هذا العطاء قبل العرض عليه.
الماء كان سببًا في ظهور حضارات وانهيار أخرى
وهذا فيه إعجاز هائل، لأنَّه إذا كان الهواء والماء من الضرورات الخمسة للحفاظ على صحة الإنسان، فإن الطعام هو عمدة الغذاء والذي دونه لا يصبح الإنسان إنسانًا واعتماد الطعام على الهواء والماء أمر لا مفر منه ولا مهرب.
وبالهواء والماء تتم دورة حياة الحيوان والطيور والحشرات والنبات والجماد، فكلاهما ضروري للحفاظ على غذاء الإنسان والحفاظ على حياته.
الدكتور عبدالخالق حسن يونس، أستاذ الجلدية والتناسلية والذكورة بكلية الطب بجامعة الأزهر