(42) إشراقات… رمضانية
إذا كان الجلد هو أحد أهم الأعضاء التي سوف تشهد على صاحبها في الآخرة وهو العضو الوحيد الذي سوف يعذب به صاحبه، فمعنى ذلك أنه يمتلك الآليات والأدوات الدقيقة والموزعة على شتى أجزاء الجسم المختلفة، والتي تمكنه من المراقبة المشددة للإنسان في كل الأحوال.
والمراقبة كما قلت من قبل، تنقسم إلى مراقبة داخلية مشددة على كل خلايا وأنسجة وأعضاء وأجهزة الجسم المختلفة، من خلال علاقة هذه الخلايا المراقبة، بمختلف الخلايا المراقبة الأخرى بواسطة لغة للكلام في صورة شفرات وراثية بين الخلايا ومع بعضها البعض الآخر، فالتصرف الصحيح له رد فعل مختلف عن التصرف الخطأ في كل فعل من أفعال هذه الخلايا المدركة.
العضو الوحيد في الإنسان
فرد فعل الخلية السليمة، يختلف عن رد فعل الخلية المريضة من حيث القوة والتأثير وطريقة التصرف، مما يعني أن الخلية تتصرف ككائن حي، يملك وسائل إدراك وله تصرفات إيجابية وأخرى سلبية، والذي يحدد قيمة هذه التصرفات ويحللها بشكل دقيق ومعتبر وجود هذه الخلايا المراقبة، والمسئولة عن المراقبة على مدار اللحظة.
أو تكون مراقبة خارجية مشددة، في علاقة الإنسان بكل من حوله، فهي قائمة على كل وسائل إدراكه بشكل محترف، بحيث لا يحدث حدث إلا وهي قائمة على تسجيله في الخاطرة والفعل في الهمس والمس واللمس، فما بالك بمن يستخدم القوة والعنف والإرهاب والقتل، إنه تسجيل ممنهج بالصوت والصورة والفديوهات الإلهية الأصلية، فكيف تكون الدقة والمهارة؟.. وكيف تكون الأدلة الدامغة؟.. وكيف تكون المراقبة المشددة؟
فلا يغرن الإنسان المنحرف استخدام وسائل الخداع والاحتيال للاعتداء على حقوق الناس في النهب والسرقة والغش والتزوير والتدليس ومسح الملفات، التي تدينه في كل قضية من القضايا، حتى يفلت من عقاب الدنيا ويأكل حقوق الآخرين بالكذب والتدليس.
وهذا فيه إعجاز هائل، لأن الإنسان الغافل لا يعلم أن الله سبحانه وتعالى يجمع له الأدلة الموثقة والبراهين الدامغة، بواسطة خلاياه بشكل دائم وممنهج والعقاب الشديد سيطاله وسيناله والحساب الخطير والعسير سينتظره في الآخرة.
الدكتور عبدالخالق حسن يونس، أستاذ الجلدية والتناسلية والذكورة بكلية الطب بجامعة الأزهر