مكانة رمضان في الإسلام
لم تكن مكانة رمضان في الإسلام دليلًا على تدليل الإنسان والحفاظ على حقوقه في الحياة بصفته خليفة الله سبحانه وتعالى في الأرض، وإنَّما يمثل بزوغ فجر الإنسانية في الحق والعدل والمساواة بين كافة البشر، ونبراسًا للحفاظ على حياتهم من القتل وحماية مصالحهم من الوقوع في فخ الظلم والفساد والاستعباد، فلا سادة ولا عبيد في الإسلام ولا ديكتاتورية ولا استبداد وإنَّما الجميع متساوون أمام قانون الإسلام في الحقوق والواجبات.
فكان رمضان هو ذلك الشهر العظيم، الذي نزل فيه القرآن الكريم هدية إلهية، تمثل أعظم ثروة بشرية يملكها الإنسان وفيه وضع الله كل لمحات الكتالوج الذي يضمن قانون حماية البشر من البشر، فأصبح محفوظ في الصدور ومكتوب في السطور ويحتوي بشكل دقيق ومفصل على كل المعلومات الخاصة بالكون والإنسان.
مكانة رمضان في الإسلام
وفي رمضان الكريم نزلت الخطوط الفاصلة التي تحدد مسار الإنسان في الحياة، فوضع الله سبحانه وتعالى نظام قانوني شامل لا مصلحة له فيه ولا فائدة مرجوة تعود عليه منه، بل الهدف من القانون الإلهي حماية مصالح الناس والمساواة بين البشر بقانون خالٍ من كل الثغرات التي تتعرض لها القوانين الوضعية لأن واضعه خالق الكون والإنسان.
والقانون الإلهي يحكم العلاقة بين الناس ويفرض الأمن والأمان في المجتمع من خلال وضع القواعد العامة، التي تحكم سلوك الأفراد في المجتمع والقواعد الخاصة التي تنظم سلوك أفراد المجتمع مع بعضها البعض الآخر وفيها يلتزم أفراد المجتمع بكل ما جاء في هذا القانون من تعليمات وتنفيذها بشكل حرفي حفاظًا على مصالحه في الدنيا والآخرة.
وهذا فيه إعجاز كبير، يؤكد أهمية العلم والمعرفة والحفاظ على الصحة العامة للأفراد، ويضع أطوار عامة في فنون السياسة والاقتصاد والبحث العلمي والتاريخ والزراعة والصناعة والتجارة والآثار وغيرها، كما أنه يتضمن قانون التشريع والذي يشمل فقه العقيدة والعبادة والمعاملة وتطبق العقوبات على الذين لا يلتزمون بالقانون الذي ينظم العلاقات بين الأشخاص في المجتمع.
الدكتور عبدالخالق حسن يونس، أستاذ الجلدية والتناسلية والذكورة بكلية الطب بجامعة الأزهر