(12) خلق آدم من تراب… معجزة إلهية
إذا كان الإنسان لم يشهد خلق الكون فكيف يفهم آلية عمله أو اللبنات التي خلق منها واللازمة للحفاظ على بنائه وتوازنه على مدى 15 مليار عام، وإذا كان معرفة الإنسان ورؤيته لخلق الكون عدم؛ كيف يدَّعي ويتجرَّأ ويقول إن عنده علم عن الكون؟
فهل الإنسان بكل هذه المعطيات والنتائج العلمية عن علم الإنسان، يعتبر نفسه عنده علم عن الكون في القرن الحادي والعشرين أم لا؟ أم أن علم الإنسان عن الكون هو الأمية والعدم والذي سيظل عدم ويلاحقه إلى قيام الساعة، لأن 0.01% والتي تمثل العلم الكلي للإنسان عن الحياة، يبقى المجهول من 0.01% هو 99.99% في سلسلة متصلة الحلقات كلما خرج من عدم دخل في عدم إلى قيام الساعة.
ومن هنا يجب أن نفهم أن الحديث عن خلق الكون وإبداعه بهذا الشكل المعجز، كان خارج حدود الزمان والمكان، لأنه لم يكن هناك زمان ولا مكان قبل خلق الكون وإنَّما ترتب على خلق الكون وجود الزمان ووجود المكان فكان الزمان والمكان من أحد الأسباب التي ترتب عليها خلق الكون فلا زمان ولا مكان قبل خلقه ونشأته.
معرفة الإنسان عن خلق الكون
ولم يكن هناك بشر عند خلق الكون ونشأته، وبالتالي لم يكن هناك علم ولا عقل يبحث في كيفية نشأته قبل خلقه؛ وهذا معناه أن علم الإنسان المبني على مراحل العلم المختلفة في البديهية والاستنباط والأمية والتقليد والجهل والعلم والظن والشك والوهم، كانت غائبة عن مشهد خلق الكون وبالتالي ستكون من الإنصاف بعيدة عن المشهد بعد خلق الكون ونشأته إلا قليل القليل في القرن الحادي والعشرين إن كان هناك قليل.
وما نتحدث عنه هو علم القليل القليل، إن كان هناك علم أو كان هناك قليل، لأن مدخل خلق الكون والتقديرات الزمنية لخلقه والتقديرات المكانية اللازمة لنشأته ووجوده من العدم إلى المشاهدة، هي التي تظهر لنا حجم المعرفة الضئيل جدًا عن الكون والإنسان والحياة والذي يصل إلى درجة العدم.
وهذا فيه إعجاز هائل وعظيم، لأن هذا معناه أن علم الإنسان المبني على مراحل العلم المختلفة في البديهية والاستنباط والأمية والتقليد والجهل والعلم والظن والشك والوهم، كانت غائبة عن مشهد خلق الكون.
الدكتور عبدالخالق حسن يونس، أستاذ الجلدية والتناسلية والذكورة بكلية الطب بجامعة الأزهر