(16) خلق آدم من تراب… معجزة إلهية
ثم كان الربط بالدليل العلمي القاطع بين خلق السماوات والأرض ووجود الماء، قبل أن يوجد الماء وقبل أن يخلق السماوات والأرض، وهذا دليل علمي قاطع على أن الذي خلق السماوات والأرض من الماء هو الله، وهو ما يؤكد هذه الحقيقة العلمية والحقيقة الكونية الثابتة إلى قيام الساعة.
فالذي خلق الماء وأوجده هو الله، قبل أن يخلق عرشه ثم كان عرشه على الماء ثم خلق من ذرة الهيدروجين التي تكون جزيء من الماء، الموجود تحت عرش الرحمن؛ الكون بسماواته وأرضه وكل ما فيها من كائنات من الملائكة والجن والإنس ومن الحيوانات والطيور والحشرات والنباتات والجمادات والكائنات الدقيقة من ميكروبات وفيروسات وطفيليات وفطريات وغيرها.
الربط بالدليل العلمي القاطع بين خلق السماوات والأرض
فكان الربط بين خلق السماوات والأرض ووجود الماء برباط علمي وثيق، معجزة علمية كونية، تربط خلق الكون بوجود الماء، وكأنَّ الله يقول لهم إن هذه الحقائق العلمية من المفترض أن تتوقفوا عندها طويلًا وتتفكروا فيها كثيرًا إن كنتم علماء، بعدها تؤمنوا بأن خالق الكون وموجده هو الله سبحانه وتعالى وليست الطبيعة أو أي شيء آخر، ولكن لماذا كانت الإشارة في هذه الآية إلى الماء وربطه بخلق السماوات والأرض؟
إنها ذرة الهيدروجين، التي ثبت علميًّا أنها تمثل الغاز الكوني في الكواكب والنجوم والمجرات 75% من مكونات الشمس من غاز الهيدروجين، بينما 25% من الشمس تتكون من غاز الهيليوم ويتكون غاز الهيليوم من ثلاث ذرات من الهيدروجين مع تكوين طاقة لتغذية الشمس، مما يعني أن الشمس تتكون من 99.99% من غاز الهيدروجين.
وفي نفس الوقت يمثل غاز الهيدروجين أكثر من 90% من الغازات الكونية الموجودة حول الغلاف الجوي للأرض، بالرغم من أنه موجود بنسبة قليلة جدًا في الهواء المنتشر في الأرض بنسبة لا تذكر، فالهواء يتكون من 79% من النيتروجين و21% من الأكسجين.
وهذا فيه إعجاز علمي هائل وعظيم، لأن خلق السماوات والأرض من ذرة الهيدروجين، يؤكد أن الكون بسماواته السبعة وأراضيه يعيش داخل هذه الذرة، والتي تمثل أصغر ذرة في الكون.
الدكتور عبدالخالق حسن يونس، أستاذ الجلدية والتناسلية والذكورة بكلية الطب بجامعة الأزهر