مقالات

(7) مصر… في الحج

كان نهر النيل وما زال وسيظل، إن شاء الله تعالى، له الفضل الكبير على حضارة مصر ومكانتها في العالم ولن يستطيع أحد في العالم، منع جريان مائه في ربوعها من الجنوب إلى الشمال، مارًا بجبالها وأوديتها باعث نهضتها، وباعث الحياة في كل شبر من أراضيها، فهو هبة من الله سبحانه وتعالى لمصر، ومنحة ربانية منه وحاجة مصر إليه أكثر من حاجة الآخرين.

وبالرغم من الأبواق الإعلامية المتناثرة في كل مكان والتي تدعي أن نهر النيل حكرًا على دولة المنبع كما يدَّعي نظامها الحاكم، فإثيبويبا بمنطق الجغرافيا والتاريخ والحضارة والدين، علاقتها محدودة بماء النيل، وليست في حاجة إلى مائه لكن ضعف الأنظمة السياسية في مصر والسودان على مدار سبعين سنة، وعدم إدراكها بأهمية النيل وعدم اهتمامها بإفريقيا بشكل عام ودول المنبع بشكل خاص، هو الذي مكن إثيبوبيا من بناء سد النهضة وسنرى مثل يفعل الأمعات فلكل حادث حديث.

فإن كمية الماء الساقطة على منابع النيل من مياه الأمطار، تصل إلى أكثر من تريليون وستمائة وسبعون مليار متر مكعب، إلا أن كمية الماء التي تدخل حوض النيل من المنبع إلى المصب تصل إلى 83 مليار متر مكعب (20%)، مصر 55.5 مليار والسودان 17 مليار ودول المنبع الثمانية 10 مليار ودول المنبع ليست في حاجة للماء لكثرته 80% تذهب إلى المستنقعات والمحيط، إنما كل الحاجة في دول المصب.

حضارة مصر ومكانتها

ونهر النيل أطول أنهار الكرة الأرضية 6690 كم، ينبع في قارة إفريقيا ويبدأ مساره من المنبع عند بحيرة فيكتوريا بأوغندا مكون فرع النيل الأبيض، ويلتقي مع النيل الأزرق من بحيرة تانا على الهضبة الإثيوبية، مكونًا نهر النيل في الخرطوم عاصمة السودان ويمر بتسعة دول إفريقية يطلق عليها دول حوض النيل، وتشمل روندي ورواندا وتنزانيا وكينيا والكونغو الديمقراطية وأوغندا وإثيوبيا والسودان ومصر، ثم يدخل مصر من أسوان وينتهي بفرعي رشيد ودمياط في البحر الأبيض المتوسط بطول 1520 كم.

وجغرافيا نهر النيل من المنبع إلى المصب على شكل زهرة اللوتس، وهو اسم هاجر عليها السلام ومن هناك كان نهر النيل حامل وحامي وحافظ جغرافية اسم هاجر عليها السلام، وله علاقة وطيدة ببئر زمزم ونهرها عند البيت الحرام.

ورد ذكر نهر النيل في القرآن الكريم بأفرعه السبعة، تصريحًا وتلميحًا، فسماه الله سبحانه وتعالى باليم، وهي كلمة تطلق على البحر لطوله وسعته، فكان مثل البحر وبالرغم من أنه نهر يحمل الماء العذب، لكن أطلق عيه اليم، لأنه يأخذ شكل البحر وسعته.

وهذا فيه إعجاز هائل وعظيم أن تكون جغرافية نهر النيل على شكل زهرة اللوتس المصرية، هاجر عليها السلام.

الدكتور عبدالخالق حسن يونس، أستاذ الجلدية والتناسلية والذكورة بكلية الطب بجامعة الأزهر

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
« Browse the site in your preferred language »