(28) مصر… في الحج
يستغرب البعض أن يسيطر اليهود على نصف ثروات العالم بالمكر والخداع، ثم السعي إلى تطعيم العالم بأمصال قاتلة تقضي على كل سكان العالم إلا قليل القليل من اليهود وعملائهم، وإذا حدث كل هذا الخداع مع أخوهم يوسف عليه السلام، في وجود يعقوب عليه السلام وبعد أربعمائة عام، يتكرر نفس المشهد مع موسى وهارون عليهما، فماذا يصنع اليهود اليوم بالعرب والمسلمين وغيرهم في هذا العالم، في غياب يعقوب وموسى وهارون عليهم السلام.
السيطرة على نصف ثروات العالم
إنهم سوف يغرقون العالم في الفساد ويفعلون بهم كل الأفاعيل، التي لا يقرها عقل ولا دين ولا إنسانية، وسيكونون سبب وجيه في دمار العالم الذي ضلَّ سكانه وبعدوا عن الإيمان بربهم الذي أعطاهم التطعيم والفاكسين ضد مكائد اليهود، بعد أن حدثنا القرآن الكريم، عن أحوال اليهود وطبائعهم المادية وأحوالهم النفسية وما يخفوه من حقد وكراهية للإنسانية.
فمن يريد أن يعرف طبيعة اليهود وطبائعهم مع أنفسهم ومع أنبيائهم ومع الآخرين، فلينظر في القرآن الكريم وآياته المحكمات بعين الفاحص المتدبر، فسيرى العجب العجاب من أقوال اليهود وأفعالهم حتى مع رب العالمين الذي خلقهم، ومع ذلك يتطاولون على الله الذي خلقهم ونجاهم من فرعون، في تسع آيات أعظمها العصى وانفلاق البحر.
تطاول اليهود على الله وأنبيائه
وإذا تطاول اليهود على الله الذي خلقهم وتطاولوا على أنبيائهم، فما الذي يمكن أن ينتظره العالم من قوم تلك طباعهم، فلم يخشوا الله في حديثهم معه ولم يستمعوا إلى أنبيائهم، فطلبوا من موسى أن يريهم الله جهرة فأخذتهم الصاعقة، قال تعالى: “يَسْأَلُكَ أَهْلُ الْكِتَابِ أَن تُنَزِّلَ عَلَيْهِمْ كِتَابًا مِّنَ السَّمَاءِ ۚ فَقَدْ سَأَلُوا مُوسَىٰ أَكْبَرَ مِن ذَٰلِكَ فَقَالُوا أَرِنَا اللَّهَ جَهْرَةً فَأَخَذَتْهُمُ الصَّاعِقَةُ بِظُلْمِهِمْ ۚ ثُمَّ اتَّخَذُوا الْعِجْلَ مِن بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ فَعَفَوْنَا عَن ذَٰلِكَ ۚ وَآتَيْنَا مُوسَىٰ سُلْطَانًا مُّبِينًا” (النساء: 153).
فكان البحث عن السلطة والثروة داء ومرض عضال تعلق باليهود إلى قيام الساعة، فكما تعلق قارون بفرعون بالرغم مما صنعه الأخير بقومه، تعلق يهود اليوم بالسلطة والثروة المتمثلة في الغرب وأمريكا، فكان لهم السطوة على العالم وهذا تكرار غريب وعجيب للأحداث.
فكان قارون زعيم اليهود المقرب من فرعون، يذل قومه من بني إسرائيل ويأخذوا أموالهم، بحثًا عن الثروة والغنى واتهم موسى عليه السلام بالزنا، فدعا عليه فخسف به الأرض وما زال يخسف به حتى يصل إلى الأرض السابعة بعدها تقوم القيامة كما يعتقد البعض، قال تعالى: “إِنَّ قَارُونَ كَانَ مِن قَوْمِ مُوسَى فَبَغَى عليهمْ وَآتَيْنَاهُ مِنَ الْكُنُوزِ مَا إِنَّ مَفَاتِحَهُ لَتَنُوأُ بِالْعُصْبَةِ أُولِي الْقُوَّةِ إِذْ قَالَ لَهُ قَوْمُهُ لا تَفْرَحْ إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْفَرِحِينَ” (القصص: 76).
سيطرة اليهود على ثروات العالم
وهذا فيه إعجاز هائل وعظيم، أن يكون نموذج قارون حافظ أموال فرعون وكنوزه الهائلة في الماضي السحيق، يتكرر مع عائلات اليهود في القرن الحادي والعشرين والمسيطرة على كل البنوك المركزية في العالم، بثروة تقدر بحوالي 285 تريليون دولار، غير ما يملكونه من مال.
الدكتور عبدالخالق حسن يونس، أستاذ الجلدية والتناسلية والذكورة بكلية الطب بجامعة الأزهر