مقالات

(33) مصر… في الحج

لم يعتبر أحد من هلاك الفرعون بالرغم من كلمات الله في القرآن الكريم التي تصم الآذان وتتحدث عن أحوال الفراعنة وهلاكهم في الأزمان الغابرة، وكل فرعون أتى بعد الفراعنة، مضى في نفس طريق الظلم والطغيان بعد أن تلبسه الشيطان، مع أنه فقير وحيران فيهلك كما هلك الفرعون، لسبب بسيط مطمور في طبيعة خلق الإنسان المريض بالسلطة وحب البحث عن جمع المال.

كم من الحضارات فنيت بعد فناء الحضارة الفرعونية، وذهب قادتها وزعمائها إلى التراب، مئات الحضارات تهاوت واختفت من الوجود ولم يكن لها وجود مثل حضارة الفراعنة، فهل اعتبر المعتوهين من الطغاة وهل راجع الظلمة والفاسدين أنفسهم، قبل أن تحين ساعة الحساب.

كلمات الله في القرآن

لم ولن يحدث ذلك، لأنهم مرضى بحب الدنيا والوجاهة والسلطان، وكان من المفترض أن تكون عبر الزمان كفيلة بالعلاج، ولكن هيهات هيهات إنه الإنسان المغرور والذي سينتهي مرضه بالدنيا وتعلقه بها، بالعقاب الشديد والعذاب الأليم في الدنيا والآخرة، وكل ذلك سيكون سبب هلاكهم واختفائهم من الوجود.

ولكن قبل أن تبحث في دفاتر الطغاة، وتتحدث عن سبب الطغيان والعصيان، فكر في فكر الشيطان، وعليك بالبحث والتنقيب عن دور إبليس اللعين في إضلال البشر، فتنظر إلى عداوة إبليس لبني آدم وأخذ ذلك ووضعه في عين الاعتبار، بعد أن تملكه الكبر وبهره العلو ثم اعتبر نفسه من الأخيار وغيره من الأشرار، فكان مصيره الطرد من رحمة ربه، قال تعالى: “قَالَ يَا إِبْلِيسُ مَا مَنَعَكَ أَن تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ ۖ أَسْتَكْبَرْتَ أَمْ كُنتَ مِنَ الْعَالِينَ” (ص: 75).

أحوال الفراعنة وهلاكهم

فكان إبليس أول طاغية على وجه الأرض مع أنه من الجن، ثم انتقلت عدوى الطغيان من إبليس إلى أبناء آدم عليه السلام، فكانت البداية مع قابيل أول شيطان بشري على وجه الأرض، بعد أن طوعت له نفسه قتل أخيه هابيل وكانت المرأة هي محور النزاع بين الاثنين ومعهما المال والسلطة، فتكون أول محور للشر وتبلور وبدأ على ظهر الأرض على يد هذا الثلاثي الشرير “السلطة والمال والجنس”، وهذا المحور هو الذي يدير العالم منذ قابيل وهابيل إلى قيام الساعة.

وهذا فيه إعجاز هائل وعظيم، أن يصبح هذا الثلاثي الشرير الذي تبلور لأول مرة على وجه الأرض، السلطة والمال والجنس، هو الذي يدير العالم إلى قيام الساعة.

الدكتور عبدالخالق حسن يونس، أستاذ الجلدية والتناسلية والذكورة بكلية الطب بجامعة الأزهر

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
« Browse the site in your preferred language »