مقالات

(39) مصر… في الحج

هذه الإطلالة السريعة كانت على بعض من علاقة مصر وأحوالها بنفسها والعالم من حولها بشكل عام ومكة المكرمة بشكل خاص، وحالها وأحوالها في القرآن الكريم وتأثيرها في الحج والربط بين كل هذه الأحداث برباط وثيق، فكانت مصر مركز ثقلها ورمانة الميزان وستظل كذلك إلى قيام الساعة، شريطة أن يأتي مخلص لها يخلصها من عثرتها، ويضعها على الطريق الصحيح بالعلم والإيمان وليس بغيرهما، وإلا سيصبح الجميع في خبر كان، هكذا يحدثنا التاريخ وتنطق به الجغرافيا على مر الأجيال.

لم يكن عظمة المكان في مصر ببعيدة عن عظمة المكين، فقد زارها أولي العزم من الرسل، الخمسة الكبار والذين ذكروا باسمهم في القرآن الكريم “نوح وإبراهيم وموسى وعيسى ومحمد عليهم الصلاة والسلام.

قال تعالى: “وَإِذْ أَخَذْنَا مِنَ النَّبِيِّينَ مِيثَاقَهُمْ وَمِنْكَ وَمِنْ نُوحٍ وَإِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ وَأَخَذْنَا مِنْهُمْ مِيثَاقًا غَلِيظًا” (الأحزاب: 7).

وفي قوله سبحانه: “شَرَعَ لَكُمْ مِنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحًا وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إلىكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُوا فِيه..” (الشورى: 13).

علاقة مصر وأحوالها بنفسها

وبالرغم من عبادة الفراعنة وتعددها للآلهة، إلا أن التوحيد كان منتشرًا في أنحاء مصر، والتي نسبت إلى مصرايم بن بنصر بن حام بن نوح، الذي حمل رسالة التوحيد إلى مصر من جده نوح عليه السلام، باعتبار أن الفراعنة من نسل نوح، إلا أن استقبال فرعون مصر رمسيس الثاني لإبراهيم عليه السلام، عندما كان في زيارة عابرة إلى مصر من الشام، وزواجه من هاجر عليها السلام، قلب الأوضاع رأسًا على عقب، فكانت هاجر سببًا في كل الذي حدث، وكانت سببًا في أن يكون إبراهيم أبو الأنبياء.

فرعون مصر سبب الأحداث التي حدثت في العالم

البداية كانت مصر على يد فرعون مصر، وهذا يؤكد دائمًا أن الباطل جندي وفي من جنود الحق، لأن كل الأحداث التي حدثت في العالم بعد ذلك كان سببها فرعون مصر، الذي كان له دور في معرفة إبراهيم وهاجر عليهما السلام ومن ثمَّ زواجهما وعلى إثرهما كان العرب، وكان بني إسرائيل.

والأعجب من ذلك كله حال إبراهيم عليه السلام، فقد كان رجلًا في أرذل العمر، تخطى عمره  86 سنة، مما يعني أن حمل هاجر في إسماعيل وحمل سارة في إسحاق، قد حدث في الوقت الضائع بالنسبة لعمر إبراهيم عليه السلام، وأن هذا الإنجاب كان معجزة كبرى بكل المقاييس العلمية.

وهذا فيه إعجاز هائل وعظيم، فالعرب واليهود من نسل إسماعيل وإسحاق عليهما السلام، أتوا في الوقت الضائع، فولدا إسماعيل وعمر إبراهيم عليه السلام 86 سنة وقيل عمر هاجر 76 سنة وولد إسحاق وعمر إبراهيم مائة عام وعمر سارة 91 سنة.

الدكتور عبدالخالق حسن يونس، أستاذ الجلدية والتناسلية والذكورة بكلية الطب بجامعة الأزهر

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
« Browse the site in your preferred language »