(63) مصر… في الحج
لم يقل لنا أحد في التاريخ ولم تكن هناك إشارات في القرآن الكريم تشير إلى أن إسحاق عليه السلام، زار مكة المكرمة أو عاش فيها هو أو أمه سارة عليها السلام، والذي يدعي أن إسحاق هو الذبيح هو مزوِّر للتاريخ ومزوِّر لحقائق العلم ومزوِّر لأحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم، ومزوِّر لآيات القرآن الكريم، التي تعلو على كل ما عداها في حقائق التاريخ وحقائق العلم.
والذي يدعي أن إسحاق عليه السلام، هو الذبيح يتلاعب بنصوص وآيات القرآن الكريم، وإخراج معاني القرآن الكريم عن مسارها الصحيح في الحديث عن البشارتين، التي بشر بهما إبراهيم عليه السلام بشكل متوالي إسماعيل وإسحاق عليهما السلام.
إشارات في القرآن الكريم تثبت أن الذبيح هو إسماعيل عليه السلام
فآيات القرآن الكريم، تتحدَّث بشكل غير مباشر على أن الذبيح هو إسماعيل عليه السلام، وليس إسحاق عليه السلام، في وجود ربط بين البشارتين اللتين بشر بهما إبراهيم عليه السلام الغلام الحليم وهو إسماعيل والذي عاش في مكة إلى سن الذبح وعمره 13 سنة، والغلام العليم هو إسحاق الذي ولد بعد إسماعيل 16 عام، وإلا ساعد إسحاق أبيه وأخيه في بناء الكعبة، لكن الحقيقة القرآنية تقول إن الغلام الحليم هو إسماعيل وهو الابن الأكبر لا إبراهيم وأنه هو الذبيح وفداه الله بذبح عظيم.
ثم أتت البشارة الثانية لإبراهيم بإسحاق الغلام العليم، فقد كان إبراهيم عليه السلام في مكة المكرمة عندما بشر بإسحاق نتيجة صبره على ذبح ابنه إسماعيل وموافقة هاجر وإسماعيل عليهما السلام على الذبح، فكان إسحاق هبة ونافلة وزيادة من الله لإسعاد إبراهيم بالولد الثاني لصبره وامتثاله لأمر الله في أمره بذبح إسماعيل عليه السلام.
وعندما فرغ إبراهيم عليه السلام من فدية للذبح، وذهب إلى فلسطين بشرته الملائكة مرة أخرى بهلاك قوم لوط، وبشرته بإسحاق عليه السلام في وجود أمه سارة عليه السلام، التي استغربت أن تحمل وعمرها قد بلغ 91 عامًا، وحملت سارة عليه السلام في إسحاق عليه السلام، وكان عمر إسماعيل عليه السلام 16 عامًا، وعندما وضعت سارة إسحاق عليهما السلام، عاشت معه وربته في فلسطين، وظلَّ بها حتى مات، ولم يقل أحد أن إسحاق زار مكة هو أو أمه عليهما السلام، وليس لهما أي علاقة بمكة من قريب أو بعيد.
إنما الذي عاش في مكة المكرمة كما قلت، هو إسماعيل وأمه هاجر عليهما السلام، والذي زار فلسطين عند وفاة أبيه إبراهيم عليه السلام هو إسماعيل عليه السلام.
حقيقة الادعاء بأن إسحاق هو الذبيح
ومن هذا المنطلق يمكن رفع اللبس الذي وقع فيه البعض بالادعاء بأن إسحاق هو الذبيح على غير الحقيقة والواقع، التي تحدثت عنه الآيات القرآنية وليس بعد حديث الله حديث أو تعقيب.
وهذا فيه إعجاز هائل وعظيم، يؤكد بما لا يدع مجالًا للشك، أن إسحاق عليه السلام، لم يزر مكة المكرمة ولو مرة واحدة في حياته، وليس له أي علاقة بمناسك الحج وأركانه.
الدكتور عبدالخالق حسن يونس، أستاذ الجلدية والتناسلية والذكورة بكلية الطب بجامعة الأزهر