(80) مصر… في الحج
إذا كان الكعب في الطب التشريحي يرتكز على عظام قصبة الساق الداخلية (Tibia)، وعلى عظمة الساق الخارجية (Fibula)، فإنه ينتهي بالقدم الذي يمثل قمة الخلق والإبداع في التسوية والتنسيق والشكل والتكوين، مما يدل دلالة قطعية على عظمة الله سبحانه وتعالى في خلق القدم.
فالقدم يقع في نهاية الساق، ويقف عليها الإنسان وأثقل وأقوى من اليد، وهو أدنى جزء من الهيكل العظمي للإنسان، لذلك يكون القدم القاعدة العريضة، التي يستقيم علىها الجسم وأجزاءه المختلفة في كل حركاته وسكناته.
قمة الخلق والإبداع.. القدم يمثل البنية الميكانيكية القوية
يُمثِّل القدم البنية الميكانيكية القوية والمعقدة فيحتوي على ستة وعشرون عظمة، سبعة عظام لرسغ القدم وخمسة عظام لمشط القدم وأربعة عشرة عظمة لأصابع سلاميات القدم، كما يتكون من ثلاثة وثلاثين مفصل، عشرون منهم يكونون مفاصل نشطة، وأكثر من مائة عضلة ووتر ورباط، مما يؤكد قوة القدم الذي يحمل الجسم.
وينقسم القدم إلى ثلاث مناطق، مقدم ووسط ومؤخرة القدم، فمقدم القدم (Fore foot)، يتكون من تسعة عشر عظمة، أربعة عشرة عظمة تشكل الأصابع الخمسة للقدم، وتسمى عظام أصابع القدم بالسلاميات، ويحتوي كل إصبع من أصابع القدم على ثلاث سلاميات، بينما الإصبع الكبير، يحتوي على سلاميتين فقط، وخمسة عظام تشكل مشط القدم تعرف بالمفاصل السلامية للقدم ( Interphalangeal joint of the foot)، والمفصل المشطي السلامي (Metatarsophalangeal joint).
أمَّا وسط القدم (Mid foot)، فيتكون من خمسة عظام غير منتظمة، تشكل هذه العظام الخمسة أقواس القدم، التي تعمل على امتصاص الصدمات، ويتصل وسط القدم مع مؤخرة ومقدمة القدم بواسطة العضلات واللفافة الأخمصية (Plantar muscle fascia).
أمَّا مؤخر القدم Hind foot، يمتد من عظمي الكاحل والعقب Ankle and heel bone، وترتبط النهايتان السفليتان لعظمي الساق، مع أعلى عظم الكاحل لتشكيل منطقة الكاحل، وتتصلان بها من خلال المفصل الموجود تحت الكاحل العظمي العقبي، وهو أكبر عظام القدم، ومستند على طبقة من الدهون.
كل من وسط القدم ومقدم القدم يشكلان ظهر القدم (Dorsum) المتجهة للأعلى عند الوقوف وسطح القدم (Planum) المتجهة للأسفل عند الوقوف، ومشط القدم (Instep) وهو الجزء المقوس من القسم العلوي للقدم ما بين الأصابع والكاحل.
الكعب في الطب التشريحي
تتكون عظام القدم من ثلاثة أقواس، يمتد اثنين منها بطول باطن القدم، والقوس الثالث بعرض باطن القدم، فيعطي القدم المرونة في الحركة، فالقوس الرئيسي يمتد من عظم العقب إلى باطن القدم، ويسمى القوس الوسطي الطويل أو القوس الأخمصي، ويلامس هذا القوس الأرض عند العقب وتكوير القدم، فيمتص الصدمات، حماية للساق والعمود الفقري.
وأطراف عظام هذا القوس مغطى بطبقة سميكة من غضروف مرن، فيجعل القوس قادرًا على امتصاص الصدمات، ويمتد القوس الجانبي على طول القدم، ويقع قوس المشط وسط تكوير القدم، والقدم المسطح (Flat foot)، يكون ملامس للأرض بعكس القدم الطبيعي الذي يكون الجزء الداخلي من مشط القدم مرتفع عن الأرض 1- 2 سنتيميتر.
وتستند الأربطة والعضلات على أقواس القدم ورباط أخمص القدم الطويل القوي المسمى اللفافة الأخمصية، الذي يثبت عظام القدم في مكانها، ويحمي الأعصاب والعضلات، والأوعية الدموية في تجويف القدم وللقدم عضلات كثيرة.
كما أن بنية القدم تُتيح له مرونة وحركة أكثر من حركة اليد، ويغطي أخمص أو أسفل القدم جلد غليظ سميك على نسيج دهني بين الجلد والعظام والرباط الأخمصي، وتعمل هذه الطبقة الدهنية كوسادة هوائية لوقاية أجزاء القدم الداخلية من الضغط على القدم الذي يلعب دور محوري مع الكعب في ضبط واتزان حركة الإنسان.
وهذا فيه إعجاز هائل وعظيم، يربط بين الكعب والقدم ومكوناتهما وضبط واتزان الإنسان، والكعبة التي تضبط حركة واتزان الأرض.
الدكتور عبدالخالق حسن يونس، أستاذ الجلدية والتناسلية والذكورة بكلية الطب بجامعة الأزهر